[(١٤) - قوله تعالى:{قل للذين أمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله}]
اختلف في الآية هل هي منسوخة أو محكمة؟ فذهب أكثر الناس إلى أنها منسوخة وأنها نزلت في صدر الإسلام يأمر الله تعالى بها المسلمين أن يتجاوزوا عن الكفار وأن لا يعاقبوهم بذنب، بل يأخذون أنفسهم بالصبر لهم. وبقي الأكثر كذلك حتى نسخ بآية القتال. وذهب قوم إلى أنها محكمة، قالوا والآية تتضمن الغفران عمومًا لأنها يراد بها الخصوص كالأمور المحقرة من الجفاء ونحو ذلك. والعفو عن هذه أقرب للتقوى. وقال ابن عباس لما نزلت:{من ذا الذي يقرض الله قرضًا حسنًا}[البقرة: ٢٤٥] قال فنحاص اليهودي: احتاج رب محمد. فأخذ عمر سيفه ومده ليقتله، فرده رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له:((إن ربك يقول)): {قل للذين آمنوا يغفروا}. فهذا احتجاج بها مع قدوم نزولها. وذكر بعضهم أنها نزلت في عرم بن الخطاب رضي الله تعالى عنه بمكة لما أراد أن يبطش بمشرك شتمه.