للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٨٠) - (٨٤) - قوله تعالى: {ولوطًا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين} إلى قوله تعالى: {وأمطرنا عليهم مطرًا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين}:

الفاحشة هنا إتيان الرجال في أدبارهم ولم يكن هذا قط إلا في قوم لوط. ويدل على ذلك قوله تعالى: {ما سبقكم بها من أحد من العالمين} وروي أنهم كانوا يأتون بعضهم بعضًا, وروي أنهم كانوا يأتون الغرباء وحكي أن إبليسًا كان أصل عملهم بأن دعاهم إلى نفسه وهذه الأمة التي يعزى إليها لوط عليه السلام كانت تسمى سدوم. ولا اختلاف بين الأمة في تحريم هذا الفعل. واختلف في حد من فعله من الفاعل والمفعول به. فقال أبو حنيفة لا حد فيه وإنما فيه التعزير ويستودع السجن حتى يموت. وقال الشافعي حده حد الزاني ويعتبر فيه الإحصان من غير الإحصان. وروي عن مالك مثله. وقيل الحد فيه التحريق بالنار، وقد حرق أبو بكر رجلًا يسمى الفجاءة حين عمل عمل قوم لوط.

وذهب مالك رحمه الله في المشهور عنه إلى أنهما يرجمان أحصنا أو لم يحصنا. والحجة لمالك أنه تعالى عاقبهم بأن أمطر عليهم حجارة من سجيل وهو المراد بقوله في هذه السورة: {وأمطرنا عليهم مطرًا}. إنما

<<  <  ج: ص:  >  >>