في ((أو)) هنا تأويلان أحدهما: أنها على بابها من أن تكن لأحد الشيئين.
والثاني: أنها بمعنى ((الواو))، وعلى هذين التأويلين ينبني اختلاف العلماء في المريض الواجد للماء والحاضر العادم للماء، هل هما من أهل التيمم أم لا؟ فمن أبقى ((أو)) على بابها رآهما من أهل التيمم، وقال: إن معنى هذه الآية وإن كنتم مرضى لا تقدرون على مس الماء، أو على من يناولكم إياه، لأن المرض يتعذر معه الوصول إلى الماء أو مسه في أكثر الأحوال، فاكتفى تعالى بذكر المرض، وفهم منه المراد كما فهم من قوله تعالى:{فمن كان منكم مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر}[البقرة: ١٨٤]، أن معناه: فاضطر.
وكذلك قوله:{أو على سفر} يريد غير واجد للماء، فاكتفى بذكر السفر، وفهم المراد منه لأن السفر يعدم الماء فيه في أكثر الأحوال.
ثم قال تعالى:{أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء} الآية، يريد بذلك الحاضر الصحيح. ولما كان الغالب في الحضر وجود الماء صرح بشرط عدمه، فقال:{فلم تجدوا ماء}، ومن رأى ((أو)) في الآية بمعنى ((الواو)) ولم يرها نم أصل التيمم؛ لأنه يعيد قوله:{أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء} على المرض والسفر، وكذلك يعيد قوله:{فلم تجدوا ماء} عليها أيضًا. قال بعض من ذهب