وهو انتزاع حسن لأنهماتبعوا الشيطان بمجرد دعواهم ولم يطلبوا منه برهانًا. فحكى الله تعالى قول الشيطان تقبيحًا لذلك الفعل منهم وأجابتهم بغير أسبابه، فدل هذا أنه لا يقلد أحد بمجرد دعواه.
[(٢٥) - قوله تعالى:{تؤتي أكلها كل حين}]
اختلف المفسرون في الحين كم هو في هذه الآية. فقال ابن عباس وعكرمة وغيرهما سنة. وقال الحسن -وروي عن ابن عباس وعكرمة أيضًا- ستة أشهر. وقال ابن المسيب شهران، وقال الضحاك وغيره عن ابن عباس: كل حين أي غدوة وعشية ومتى أريد جناها. فمن راعى أن ثمر النخلة وجناها إنما يأتي على كل سنة قال بالقول الأول. ومن راعى وقت جذاذ النخل إلى حملها في الوقت المقبل قال بالقول الثاني. ومن راعى مدة الجني في النخل قال بالقول الثالث. وأما القول الرابع فضعيف لأن الشجرة ليست أبدًا تأتي أكلها غدوة وعشيًا، ومتى أريد جناها. وبحسب الاختلاف في مقدار الحين هنا اختلف فيمن خلف أن لا يكلم فلانًا حينًا. فذهب مالك وجماعة غيره إلى أنه لا يكلمه سنة، واحتجوا بالآية. وذهب قوم إلى أنه لا يكلمه ستة أشهر وتأولوا الآية على مذهبهم وهو قول أبي حنيفة، وذكر أنه قاله اتباعًا لعكرمة. وقال قوم لا يكلمه شهرين. وتأولوها أيضًا على مذهبهم. ويأتي على المذهب الرابع في تفسير الآية قول رابع وهو أن لا يكلمه يومًا واحدًا. وحكي عن سعيد بن المسيب أنه بلغه قول عكرمة في الحين أنه ستة أشهر، فقال انتقرها عكرمة. فقيل إنه يحتمل المدح والذم. فعلى المدح يكون استخرجها واستنبط علمها من