للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو الذي أقام للنبي صلى الله عليه وسلم قبلة مسجده. قال أبو الحسن: قوله تعالى: {فولوا وجوهكم شطره} خطاب لمن كان معاينًا للكعبة ولمن كان غائبًا عنها.

والمراد ممن كان حاضرها إصابة عينها، ومن غاب عنها فلا يمكنه إصابة عينها. فلا يكلف ما لا يطيق، وإنما سبيله الاجتهاد فهو دليل على استعمال الأدلة، وهو سبيل القياس في الحوادث أيضًا ويدل على الأشبه من الحوادث حقيقة مطلوبة بالاجتهاد، ولذلك صح التكليف بطلب القبلة بالاجتهاد لأن لها حقيقة ولو لم يكن هناك قبلة حقيقية لم يصح تكليفنا بطلبها.

(١٤٨) - قوله تعالى: {فاستبقوا الخيرات} [البقرة: ١٤٨].

يؤخذ منه أن تعجيل الطاعات أفضل من تأخيرها. ويحتج به من يرى الأمر على الفور، ولا حجة فيه لأنه بعد أمر، وفيه النزاع وفيه الحجة على من يرى الوقف في بعض الأمر، هل هو على الفور أو التراخي؟ ولا سيما على من يرى التوقف في المبادرة إلى الامتثال [هل هو ممتثل أم لا؟ ] ومثل هذه الآية: {وسارعوا إلى نغفرة من ربكم} [آل عمران: ١٣٣] وقوله: {يسارعون في الخيرات} [آل عمران: ١١٤].

(١٥٠) - قوله تعالى: {لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم} [البقرة: ١٥٠].

قال قوم هذا الاستثناء متصل والمعنى: لا حجة لأحد عليكم إلا

<<  <  ج: ص:  >  >>