للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واجبة وليست بفرض. وعنه رواية أخرى أنها فرض. ودليلنا قوله تعالى: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى} فلو كانت الوتر واجبة لكانت ستًا ولا وسط للست.

(٢٣٨) - وقوله تعالى: {وقوموا لله قانتين} [البقرة: ٢٣٨].

معناه في صلواتكم. واختلف في هذه الآية هل هي ناسخة أم لا؟

فذهب السدي إلى أنها ناسخة. ومعنى {قانتين} ساكتين، وهذه الآية نزلت في المنع من الكلام في الصلاة، وكان ذلك مباحًا في صدر الإسلام. وقال عبد الله بن مسعود: كنا نتكلم في الصلاة ونرد السلام، ويسأل الرجل صاحبه عن حاجته. قال: ودخلت يومًا والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس، فسلمت عليه، فلم يرد السلام فاشتد ذلك علي. فلما فرغ صلى الله عليه وسلم، فقال: ((إنه لم يمنعني أن أرد عليك السلام إلا أنه أمرنا أن نقوم لله قانتين، لا نتكلم في الصلاة)).

وقد اختلف في ترك الكلام في الصلاة هل هو سنة أو فريضة؟ على قولين في المذهب، والظاهر أنه فرض، والحجة لهذا قوله تعالى: {وقوموا لله قانتين} والأمر للوجوب. وقد أجمع الناس على أن الكلام في اصلاة عمدًا إذا لم يكن لإصلاحها يفسدها إلا الأوزاعي فإنه قال: من تكلم في الصلاة لإحياء نفس أو لمثل ذلك من الأمور الجسام لم تفسد صلاته بذلك ويمضي عليها. وقال بعضهم عنه: ومثل ذلك لو رأى

<<  <  ج: ص:  >  >>