يحتمل أنهم كفروا إما بتعليمهم السحر، وإما بعملهم به، وإما بتكفيرهم سليمان، وكل ذلك كان.
وقوله تعالى:{وما أنزل على الملكين} الآية اختلف في هذه، على ما هي معطوفة؟ فقيل: على ما في قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين}[البقرة: ١٠٢] وقيل: على قوله: {وما كفر سليمان}[البقرة: ١٠٢] فهي نافية؛ أي {وما أنزل على الملكين}[البقرة: ١٠٢] أيضًا، وذلك أن اليهود قالت: إن الله أنزل جبريل وميكائيل بالسحر فنفى الله ذلك. وقيل على قوله:{السحر} وهذا على القول بأن الله أنزل السحر على الملكين فتنة للناس، ليكفر من اتبعه ويؤمن من تركه، وعلى قول مجاهد وغيره أن الله أنزل على الملكين الشيء الذي يفرق به بين المرء وزوجه دون السحر. أو على القول إنه تعالى أنزل السحر عليهما على جهة التحذير منه والنهي عنه والتعليم على هذا القول بأنها معطوفة على قوله:{ما تتلوا} وقد اختلف في قارءة الملكين فقرئ القراءة المشهورة ((المَلَكَيْنِ))، وقرئ ((المَلِكَيْنِ)) بكسر اللام. واختلف على هذه القراءة في تفسيرها، فقيل هما داود وسليمان، وعلى هذا القول ((فما)) نافية. وقيل: هما علجان كانا ببابل ملكين ((فما)) على هذا القول غير نافية. وهاروت وماروت على قول من جعل الملكين بفتح اللام ((جبريل وميكائيل)) بدل من الشياطين في قوله: {ولكن الشياطين كفروا} وقال هما شيطانان. وجاء الجمع على أن الاثنين جمع