لأمر الله وتنابزكم فيما بينكم بالألقاب، وذلك الاسم الفسوق لمعصيتكم بعد إيمانكم. ويحتمل أن يريد بئس ما يقوله الرجل لأخيه من: يا فاسق ونحوه. وقد استدل الرماني بهذه الآية لمذهب المعتزلة في أنه لا يجتمع الفسوق والإيمان، وهو استدلال ضعيف. بل ظاهر الآية على أنهما يجتمعان.
وقوله تعالى:{يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم}:
لم يعم تعالى النهي عن جميع الظن لأن من الظن ما يكون خيرًا وهو ظن الخير بالناس، وأما الذي نهى عنه فهو ظن الشر، وأكثر العلماء على أن الظن القبيح بمن ظاهره الخير لا يجوز وأنه لا حرج في الظن القبيح بمن ظاهره قبيح.
[(١٢) -قوله تعالى:{إن بعض الظن إثم}]
قال بعضهم أي كذب ومنه قوله عليه الصلاة والسلام:((إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث)) وقال بعضهم إثم مأثم. وقد اختلف في معنى قوله:{إن بعض الظن إثم} هل ذلك وإن لم يتكلم بظنه أم إنما هو إذا تكلم به؟ فذهب بعضهم إلى أن ذلك إنما هو إذا تكلم به، قال لا يقدر على دفع الخواطر التي أشار إليها بقوله عليه الصلاة والسلام:((الحرام سوء الظن)) وجاء عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: ((احترسوا في الناس بسوء الظن)). وذهب بعضهم إلى حمل الآية على ظاهرها من سوء الظن وإن لم يتكلم به وعلى ذلك يأتي قول سلمان: إني لأعد عدان قدري مخافة