سوء الظن. كان أبو العالية يختم على بقية طعامه مخافة سوء الظن. ومن ذلك الحديث المشهور في الرجلين اللذين مرَّا برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مع إحدى نسائه فدعاهما وأكلمهما بها وقال لهما:((خشيت أن تهلكا)) ونحو ذلك.
وقوله تعالى:{ولا تجسسوا}:
معناه لا تبحثوا عن مخبئات أمور الناس. وقد قرئ ولا تحسسوا. واختلف في الفرق بين التحسس والتجسس. فمن الناس من لم يفرق بينهما ورآهما جميعًا في الخير والشر، ومنهم من فرق بينهما فقال التجسس في الشر والتحسس في الخير. ومنهم من قال: التجسس ما كان من وراء والتحسس الدخول والاستعلام. وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عنهما جميعًا فقال:((ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانًا)).
وقد قال زيد بن وهب: قيل لابن مسعود هل لك في الوليد بن عقبة تقطر لحيته خمرًا. فقال: إنا نهينا عن التحسس فإن يظهر لنا أمر أخذناه منه.
وقوله تعالى:{ولا يغتب بعضكم بعضًا}:
المعنى فيه لا يذكر أحد من صاحبه شيء يكرهه وهو فيه. وفي الحديث أنه عليه الصلاة والسلام قال:((الغيبة أن يذكر المؤمن بما يكره))