تعالى على القاعدين أولًا بدرجة، ثم فضلهم بدرجات مبالغة وبيانًا وتأكيدًا. وقال بعضهم: الفضل بدرجة، هو على القاعدين من أهل العذر، والفضل بدرجات على القاعدين من غير عذر.
واختلف فيمن أعظم أجرًا المجاهد بماله أو المجاهد على شيء يعطاه كأهل الديوان، فذهب قوم إلى أن المجاهد بماله أفضل، واحتجوا بظواهر الآية، مثل قوله تعالى:{فضل الله المجاهدين بأموالهم}، فخص المجاهدين بأموالهم وسكت عن المجاهدين بغير أموالهم، فدل على أن هؤلاء أفضل، وبقول النبي صلى الله عليه وسلم وقيل: أي الناس أفضل؟ قال:((مؤمن مجاهد في سبيل الله بنفسه وماله)). وقال بعضهم: أهل الديوان أعظم أجرًا من المطوعة لما يرزقون. وقد احتج بهذه الآية في فضل الغني على الفقير، وهي مسألة فيها خمسة أقوال:
أحدها: أن الغني أفضل. والثاني: أن الفقير أفضل. والثالث: أن ذا الكفاف أفضل منهما. والرابع: أن الغني أفضل من الفقير وذي الكفاف والفقير أفضل من ذي الكفاف. والخامس: التوقف عن التفضيل. وحجة القول الأول من الآية ما هو ظاهرها من تفضيل المجاهدين بما على المجاهد بغير ماله، فالدرجة الزائدة من الفضل للمجاهد بماله إنما هي من جهة المال.
(٩٧) - قوله تعالى:{إن الذين توفاهم الملائكة} إلى آخر القصة:
نزلت الآية في قول ابن عباس وغيره في قوم من أهل مكة كانوا قد