إنه إفصاح أو كالإفصاح بذم الجدل، والرد عليهم أن يقال إنه تعالى لم يرد بهذا القول ذم الجدل بل أخبر أنهم لم يريدوا بسؤالهم تثبتًا ووقوفًا عندنا ما يوجبه السؤال. عبر عن ذلك بالجدل ولا ينكر أن يكون من الجدل ما هو مذموم، فهو الذي أراد تعالى. وقد روى أبو أمامة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:((ما ضل بعد هدي كانوا عليه إلا وأوتوا الجدل)) ثم قرأ: {ما ضربوه لك إلا جدلًا} ورأى عليه الصلاة والسلام قومًا يتنازعون في القرآن فغضب حتى كأنما صب في وجهه الخل وقال: ((لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض فما ضل قوم إلا أوتوا الجدل)). فهذا كله ينبغي أن يحمل على الجدل المذموم وهو الذي لا يراد به إظهار حق.
[(٨٦) - قوله تعالى:{إلا من شهد بالحق وهم يعدلون}]
فيه دليل على أن من شرط الشهادات في الحقوق وغيرها أن يكون الشاهد عالمًا بها. ونحو ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم:((إذا رأيت مثل الشمس فاشهد وإلا فدع)).
[(٨٣) -قوله تعالى:{فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون}]
في هذه الآية موادعة وهي منسوخة بآية السيف.
[(٨٩) - قوله تعالى:{فاصفح عنهم وقل سلام}]
السلام: المسالمة، وقيل التسليم على جهة الموادعة. والآية منسوخة لما فيها من الموادعة بآية السيف.