أقرب، فالذي يظن به العموم يتمسك في إيجاب الوتر بها مصيرًا إلى أن ظاهر الأمر من الوجوب. والخير اسم عام والأظهر أنه لا حجة فيه وأنه أقرب إلى الاحتمال لكثرة ما أخرج بالأدلة المخصصة عنه. وأشباه هذا في القرآن والحديث كثير.
[(٧٨) - قوله تعالى:{وجاهدوا في الله حق جهاده}]
اختلف في الجهاد هنا ما هو، فقيل هو قتال الكفار، وقيل بل أعم من هذا بل جهاد النفس وجهاد الظلم وجهاد الكفار وغير ذلك. وأمر الله تعالى عباده أن يفعلوا ذلك في ذات الله تعالى حق فعله. واختلف في قوله تعالى:{حق جهاده} هل هو منسوخ أم لا؟ فقال بعض العلماء في ذلك وفي قوله تعالى:{حق تقاته} هو منسوخ بقوله تعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم}[التغابن: ١٦] وذهب قوم إلى أنه ليس بمنسوخ وذلك أن المراد بهذه الأوامر فعل ما استطيع عليه. فقوله في الآية الأخرى {ما استطعتم} إنما هو تبيين لما أهمل في غيرها وقد تقدم الكلام على قوله تعالى: {حق تقاته}[آل عمران: ١٠٢] في موضعه.