في الآية تفضيل المجاهدين على القاعدين، ثم قال تعالى:{غير أولي الضرر}، وذلك لأنه لما نزلت:{لا يستوي القاعدون من المؤمنين ... والمجاهدون} جاء ابن أم كلثوم حتى سمعها، فقال: يا رسول الله هل لي رخصة فإني ضرير البصر فنزلت عن ذلك: {غير أولي الضرر} كل من له عذر. ثم اختلف المتاولون في {أولي الضرر} هل يلحقون في الأجر بالمجاهدين لاستثناء الله تعالى إياهم أم لا؟ فذهب قوم إلى أن أولي الضرر القاعدين لهم أجر المجاهدين. قالوا: لأن نص الآية المفاصلة بين المجاهدين ثم استثنى من المفضولين أولي الضرر، وإذا استثناهم من المفضولين فقد ألحقهم بالفاضلين، وقد بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:((إن بالمدينة أقوامًا ما سلكنا واديًا أو شعبًا إلا وهم معنا حبسهم العذر)). قالوا: وكذلك في سائر الأعمال من حبسه العذر من عمل أعمال البر فله أجر العمل. وقال بعضهم: لا يساوي أولو الضرر المجاهدين في الأجر وقصاراهم أن يخرجوا من العهدة اللازمة للقاعدين من غير عذر باستثناء الله تعالى لهم من القاعدين. واختلف في تفسير قوله تعالى:{فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة}، ثم قال:{وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرًا عظيمًا}، فقال بعضهم: فضلهم الله