يصح منهم أن يأتوا بمثله مما ذكر حتى لا يقع منهم فيه خطأ في تلك الوجوه. وقيل الضمير في قوله {من مثله} عائد على {عبدنا} وهو محمد صلى الله عليه وسلم. ثم اختلفوا فقالت طائفة: أي أمي صادق مثله.
وقالت طائفة: من ساحر أو كاهن أو شاعر مثله على زعمكم أيها المشركون.
وقيل: المراد بمثله الكتب القديمة: التوراة والإنجيل والزبور.
(٢٤) - قوله تعالى {فاتقوا النار التي وقودها النار والحجارة أعدت للكافرين}[البقرة: ٢٤].
في هذا دليل صحيح أن النار مخلوقة بعد، ورد على من قال إنها لم تخلق حتى الآن، وهو قول بعض المعتزلة، سقط فيه منذر بن سعيد.
وكذلك قوله تعالى في الجنة في موضع آخر:{أعدت للمتقين}[آل عمران: ١٣٣] دليل على ان الجنة مخلوقة الآن خلافًا لمن قال فيها مثل قوله في النار. ودليل خطاب هذه الآية {أعدت للكافرين} أن العصاة لم تعد لهم هذه النار، لكنه دليل لم يقل به أحد. واختلف في تأويله فقال بعضهم: هذه النار التي وقودها الناس والحجارة، هي نار الكافرين خاصة ونار العصاة