للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأوس والخرزج الذين شجر بينهم بسعاية شاس بن قيس ما شجر.

واختلف العلماء في قوله تعالى: {حق تقاته}، فقالت فرقة: الآية على عموم لفظها وألزمت الآية تقوى الله غاية التقوى حتى لا يقع إخلال بشيء من الأشياء. ثم إن الله تعالى نسخ ذلك عن الأمة بقوله تعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم} [التغابن: ١٦]، وبقوله تعالى: {لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها} [البقرة: ٢٨٦]، قال كذلك قتادة والسدي والربيع بن أنس وابن زيد وغيرهم، وقالت جماعة من أهل العلم: لا نسخ في شيء من هذا، معنى الآية: {اتقوا اله حق تقاته} فيما استطعتم.

(١٠٣) - قوله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعًا}:

اختلف في حبل الله المراد به: فقيل: عهده، وقيل: القرآن.

وقوله: {ولا تفرقوا} يحتمل أن يكون التفرق في أصول الدين، ويحتمل أن يكون ذلك نهيًا عن التقاطع والتدابر، ويدل عليه ما بعده من الآية.

وليس فيه دليل على تحريم الاختلاف في الفروع، فإن الاختلاف فيها سبب استخراج الغوامض ودقائق معنى الشرع. وما زالت الصحابة مختلفين في أحكام الحوادث، وهو مع ذلك يتواصلون. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل ذلك: ((اختلاف أمتي رحمة)).

(١٠٤) - وقوله تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف} الآية:

هذا يدل على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض،

<<  <  ج: ص:  >  >>