الرجل يقول حميد الطويل وسليمان الأعمش وحميد الأعرج ومروان الأصفر فقال إذا أراد صفته ولم يرد غيبته فلا بأس. وسئل ابن مهدي عن ذلك فقال مثله قال وربما سمعت شعبة يقول ليحيى بن سعيد: يا أحول ما تقول، يا أحول ما ترى. وهذا كله في غيبة أهل الستر من المؤمنين. فأما من جاهر بالكبائر فالجمهور على إجازة اغتيابه دون استحباب لتركه لقوله عليه الصلاة والسلام:((على الفاجر تدعون، اذكروا الفاجر بما فيه حتى يعرف الناس إذا لم يذكروه)) ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في عيينة بن حصن: ((بئس أخو العشيرة)). وقد كف جماعة من العلماء عن اغتياب جميع الناس واختاروا ذلك لأنفسهم، منهم ابن المبارك وغيره. وقد سئل ابن وهب عن غيبة النصراني فقال لا لقوله تعالى:{وقولوا للناس حسنًا}[البقرة: ٨٣] وهو من الناس {أيحب أحدكم أن يأكل لحكم أخيه ميتًا ... } الآية فجعل لهم هذا مثلًا. وقد اعترض قوم فيما يفعله أهل الحديث من ذكر الرجل بما فيه فقالوا: كيف استجازوا هذا وهو من الغيبة وقد قال صلى الله عليه وسلم في الطيبين: ((لولا غيبتهما لأعلمتكما أيهما أطيب)) وأهل الحديث يقولون: فلا أعدل عن فلان، وفلان غير ثقة وفلان كذاب ونحو ذلك. والجواب عن هذا أن الضرورة أباحت ذلك للحاجة في أخذ الحديث عن العدول، فلو لم يذكروا بما فيهم لتسوهل في الأخذ عنهم فالتبس