والسفيح، والوغد. وإنما جعلوا هذه الثلاثة ليكثر بها العدد، وليؤمن بها حيلة الضارب لها والصارب بها يسموه الحرضة. وكانوا إذا جاء الشتاء واشتد البرد على فقراتهم تقامروا بها على الإبل، وجعلوا لحومها لهم فتعتدل أحوال الناس، ولذلك يخصبون، فإذا أرادوا ذلك احتمعوا سبعة على عدد القداح المعلمة فيأخذ كل واحد منهم قدحًا منها، وربما كانوا أقل من سبعة فيأخذ الرجل قدحين أو ثلاثة ويكون له حظ القامر منها وعليه غرم الخائب، ويحتمل ذلك لجوده ويساره، وكانوا يتقامرون بذلك ويذمون من لك يدخل فيها ويسمونه البرم، ويسمون الداخل فيها اليسير والياسر. فإذا تآلفوا ابتاعوا ناقة بثمن مسمى ويضمنوه لصاحبها، إلا أن يضربوا بالقداح عليها فيعلمون على من يجب الثمن، ثم ينحرونها من قبل أن يتقامروا ويقتسمونها على عشرة أسهم. هذا قول أبي عمرو. وعلى قول الأصمعي ثمانية وعشرين جزءًا، ثم يحضرون القداح ويضبون الحرضة بها ثمانية وعشرين جزءًا، ثم يحضرون القداح ويضربون الحرضة بها فمن خرج سهمه في هذه السبعة التي لها أنصباء أخذ من الأجزاء، بحصة ذلك وأعطاها الفقراء، وإن خرج واحد من التي لا حظوظ لها فقد اختلف الناس في هذا الموضع فقال بعضهم: من خرجت باسمه لم يأخذ شيئًا ولم يغرم، ولكن تعاد الثانية ولا يكون له نصيب ويكون لغوًا. وقال بعضهم: بل يصير ثمن هذه الجزور كلها على أصحاب هؤلاء الثلاثة فيكون مقمورين ويأخذ أصحاب السبعة أنصبائهم على ما خرج لهم، ويصرفون هذا في إشعارهم كثيرًا.
وأصل الميسر في اللغة أن يكون عبارة عن التجزئة، وكل ما جزأته فقد يسرته، ويقال للجزار ياسر، وللجزور نفسه إذا جزئ ميسر. وكانت