يهوديته ونصرانيته وصابيته، وهو يؤمن بالله واليوم الآخر [من جميعهم] فله أجره ثم نسخ ما قرر من ذلك بقوله تعالى: {ومن يبتغ غير الإسلام دينًا لن يقبل منه} الآية: [آل عمران: ٨٥] وردت الشرائع كلها إلى شريعة محمد صلى الله عليه وسلم. وذهب بعضهمم إلى أنها غير منسوخة واختلفوا في تأويلها، فقال سفيان الثوري: الذين آمنوا في ظاهر أمرهم وقرنهم باليهود والنصارى والصابئين. ثم بين حكم من آمن بالله واليوم الآخر من جميعهم، فمعنى قوله تعالى من آمن في المؤمنين المذكورين من دخل في الإيمان وقالت فرقة: الذين آمنوا هم المؤمنون حقًا بمحمد صلى الله عليه وسلم.
وقوله:{من آمن بالله}[البقرة: ٦٢] يكون فيهم بمعنى من ثبت ودام وفي سائر الفرق من دخل فيه. قال السدي: هم أهل الحنيفية ممن لم يلحق بمحمد صلى الله عليه وسلم [كزيد بن عمرو بن نفيل، وقس بن ساعدة، وورقة بن نوفل {والذين هادو}] إلا من كفر بعيسى -عليه السلام- والنصارى كذلك ممن لم يلحق محمدًا صلى الله عليه وسلم والصابئين كذلك. وقيل: إنها نزلت في أصحاب سلمان الفارسي، وذلك أن سلمان صحب عُبَّادًا من النصارى فقال له أحدهم: إن زمان نبي قد أضل فإن لحقته فآمن به، فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكِر له خبرهم وسأله عنهم فنزلت الآية. فمحصول هذا