للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المدينتين، وهي التي لم يقتل فيها، ثم جعل يطلبه وهو سبطه حتى وجده قتيلًا، فتعلق بالسبط أو بسكان المدينة التي وجد القتيل فيها، فأنكروا قتله فوقع بينهم لجاج حتى دخلوا في السلاح. فقال أهل الأمر والنهي منهم أنقتتل ورسول الله معنا؟ فذهبوا إلى موسى -عليه السلام- وسألوه البيان، فأوحى الله إليه أن يذبحوا بقرة فيضربوه ببعضها فيحيى ويخبر بقاتله.

وكأن السبب في تخصيص البقرة بالذبح ما أراد الله تعالى من صنعه الجميل بصاحبها. وقد اختلف في كيفية ذلك، فقيل: إن رجلًا من بني إسرائيل ولد له ابن، وكان له عجلة فأرسلها في غيضة، وقال: اللهم إني استودعتك هذه العجلة لهذا الصبي، ومات الرجل فصنع الله تعالى فيها مع الصبي ما صنع. وقيل: كان ذلك بسبب رجل كبير كان يبر أمه. وقيل: إن رجلًا كان بارًا بأبيه. فنام أبوه يومًا وتحت رأسه مفاتيح مسكنهما فمر به باع جوهر فساومه بستين ألفًا. فقال ابن النائم: اصبر حتى ينتبه أبي وأنا آخذه بسبعين ألفًا، فقال صاحب الجوهر: نبه أباك وأنا أعطيك بخمسين ألفًا، فداما كذلك حتى بلغ ابن النائم مائة ألف وبلغ صاحب الجوهر ثلاثين ألفًا. فقال له ابن النائم: والله لا أشتريه منك بشيء، برًا بأبيه فعوضه الله تعالى منه ذلك.

وقيل: وجدت عند عجوز كانت تعول يتامى كانت البقرة لهم، وكانت قيمة البقرة على ما ذكر عكرمة ثلاثة دنانير. واختلف فيما اشتروها به، فقيل: بوزنها مرة، وقيل: مرتين، وقيل: عشر مرار، وقيل: بملئ جلدها دنانير. وحكى مكي أن هذه البقرة نزلت من السماء، وقيل: كانت وحشية.

<<  <  ج: ص:  >  >>