للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنهم الأمراء، إنها نزلت في أمراء رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان السبب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية فيها عمار بن ياسر وأميرها خالد ابن الوليد، فقصدوا قومًا من العرب، فأتاهم نذير، فهربوا تحت الليل، وجاء منهم رجل إلى عسكر خالد فدخل إلى عمار، فقال: يا أبا اليقظان! إن قومي قد فروا وإني أسلمت فإن كان إسلامي ينفعني وإلا فررت، فقال له عمار: ينفعك، فأقم، فأقام، فلما أصبحوا أغار خالد فلم يجد سوى الرجل المذكور، فأخذه وأخذ ماله، فجاء عمار فقال: خل عن الرجل فإنه قد أسلم وإنه في أمان مني. فقال خالد: وأنت تجير، فاستبا وارتفعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجاز أمان عمار ونهاه أن يجير الثانية على أمير. واستبا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال خالد: يا رسل الله! أتترك هذا العبد الأجدع يسبني؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا خالد لا تسب عمار، فإنه من سب عمارًا سبه الله، ومن أيغض عمارًا أبغضه الله، ومن لعن عمارًا لعنه الله))، فغضب عمار، فقام، فذهب، فتبعه خالد حتى اعتذر إليه فتراضيا، فنزلت الآية.

و((طاعة الله)): اتباع أوامره واجتناب نواهيه. و ((طاعة الرسول)): الرجوع إليه في حياته وإلى سنته بعد وفاته. ومعنى: {فردوه إلى الله والرسول}، أي: إلى الكتاب والسنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>