للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه الحدود. قال بعضهم: وجعلها الله تعالى عتابًا لنبيه صلى الله عليه وسلم على سمل الأعين. وحكى الطبري عن السدي أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسمل أعين أولئك النفر، وإنما أراد ذلك فنزلت الآية ناهية عنه. وقال بعض من يضعف النسخ فيما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنهم سملوا أعين الرعاء، ولذلك سمل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعينهم. وقيل -وهو أحسن ما قيل في الآية-: أنها نزلت في المحارب المؤمن أو الذمي، فيتحصل من هذا أنه اختلف فيمن رودت فيه الآية، فقيل: في الكفار والمحاربين، وهذا ضعيف لأن الله تعالى قال: {إلا الذين تابوا م قبل أن تقدروا عليهم} [المائدة: ٣٤]، والكفار لا يختلف حكمهم في زوال العقوبة عنهم بالتوبة بعد القدرة كما يسقط قبل القدرة. قيل: إنها نزلت في المرتدين، وهذا أيضًا ضعيف؛ لأن الله تعالى قال: {إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم}، والكفار لا يختلف حكمهم في زوال العقوبة عنهم بالتوبة بعد القدرة عليهم كما تسقط قبل القدرة؛ لأن المرتد يستحق القتل لنفس الردة دون المحاربة، والمذكور في الآية إنما هو من لا يستحق القتل، وأيضًا فإن الآية فيها نفي

<<  <  ج: ص:  >  >>