للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١٤٠٥ - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّفَّار، حدثنا أبو بكر بن أبي الدُّنيا، حدثنا أحمد بن عِمْران الأخْنَسي، حدثنا يحيى بن يَمَان، عن سفيان، عن علقمة بن مَرْثَد، عن سليمان بن بُرَيدة، عن أبيه قال: زار النبيُّ قبرَ أُمِّه في ألفِ مُقنَّعٍ، فلم يُرَ باكيًا أكثرَ من يومِئذٍ (١).


= وانظر تمام شواهده في "المسند".
(١) إسناده ضعيف بهذا اللفظ، تفرد به يحيى بن يمان - وهو العجلي - عن سفيان - وهو الثوري -، وهو ممن لا يحتمل تفرده، ضعفه أحمد بن حنبل، وقال: ليس بحجة، حدّث عن الثوري بعجائب، وقال يحيى بن معين: ليس بثبت، وقال مرة: أرجو أن يكون صدوقًا، وقال مرة: ليس به بأس، وقال وكيع: ما كان أحد من أصحابنا أحفظ للحديث منه، كان يحفظ في المجلس خمس مئة حديث ثم نسي، وقال وكيع مرة: هذه الأحاديث التي يحدث بها يحيى بن يمان ليست من أحاديث الثوري، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ، وهو في نفسه لا يتعمد الكذب، إلّا أنه يخطئ ويشتبه عليه. انتهى، والراوي عنه وهو أحمد بن عمران الأخنسي ضعيف، قال البخاري - كما في "ميزان الاعتدال" -: يتكلمون فيه، وقال أبو زرعة: كوفي تركوه، وتركه أبو حاتم. قلنا: لكنه قد توبع، تابعه حميد بن الربيع عند ابن عبد البر في "التمهيد" وأبي طاهر المخلص في "المخلصيات"، وأبو سعيد الجعفي عند المصنِّف (٤٢٣٧) والبيهقي في "الشعب"، والقاسم بن أبي شيبة وسليمان الشاذكوني عند ابن عدي في "الكامل"، وكلهم ضعفاء.
لكن صحَّ الحديث بغير هذا اللفظ، فقد أخرج الترمذي (١٠٥٤) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل - وهو ثقة حجّة - عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد عن بريدة مرفوعًا: "قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فقد أذن لمحمد في زيارة قبر أمه، فزوروها فإنها تذكر الآخرة"، قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرج أحمد ٣٨/ (٢٣٠١٦) عن مؤمل بن إسماعيل، عن سفيان الثوري، به، بنحو الحديث الآتي برقم (١٤٠٧)، وقال فيه: "قد أذن لمحمد في زيارة قبر أمه".
وأخرجه كذلك ابن حبان (٣١٦٨) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن علقمة بن مرثد، به.
وأخرجه كذلك أحمد ٣٨/ (٢٣٠١٧) من طريق القاسم بن عبد الرحمن، و (٢٣٠٣٨) من طريق أبي جناب يحيى بن أبي حية الكلبي، كلاهما عن سليمان بن بريدة عن أبيه رفعه. لفظ القاسم: "إني أتيت قبر أم محمد فسألت ربي الشفاعة فمنعنيها"، ولفظ يحيى: أنَّ رسول الله غزا غزوة الفتح، فخرج يمشي إلى القبور حتى إذا أتى أدناها جلس إليه كأنه يكلم إنسانًا جالسًا =

<<  <  ج: ص:  >  >>