وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (٧٩٢٥) و (٩١٢٠) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. وزاد في الموضع الأول في أوله: جاء رجل إلى نبي الله ﷺ فقال: يا نبي الله، دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة، ولا تكثر عليَّ، قال: "لا تغضب". وهذه الزيادة أخرجها البخاري مفردةً برقم (٦١١٦) من طريق أبي حَصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وأخرجه النسائي في "جزء من إملائه" (١٦)، وقوام السنة في "الترغيب والترهيب" (٨٧١) من طريقين عن علي بن الحسن بن شقيق، به. وزادا في أوله الزيادة المشار إليها آنفًا. أما متابعة الحسين بن واقد، فقد أخرجها الدارقطني في "العلل" (١٩٠٧) من طريق أبي حمزة السكري - وهو ثقة - عن سليمان الأعمش، به. وزاد في أوله أيضًا الزيادة المذكورة. قال الدارقطني: وهذه الألفاظ لم يأت بها غيرهما - يعني الحسين بن واقد وأبا حمزة السكري - ثم قال: وهذه الألفاظ إنما رواها الأعمش، عن جامع بن شداد، عن كلثوم الخزاعي، عن النبي ﷺ. انتهى، يعني مرسلًا. وحديث كلثوم الخزاعي المرسل أخرجه ابن ماجه (٤٢٢٢) من طريق أبي معاوية الضرير، عن الأعمش، عن جامع بن شداد، عن كلثوم الخزاعي. ولا نعتقد أنَّ ذلك يُعِلُّ حديث أبي هريرة، سيما وإنَّ الأعمش مكثر، فلا يمنع أن يكون له فيه طريقان، والله أعلم. ويشهد له حديث عبد الله بن مسعود، عند أحمد ٦/ (٣٨٠٨)، وابن ماجه (٤٢٢٣)، وابن حبان (٥٢٥) و (٥٢٦)، وإسناده صحيح.