ثم إنَّ رواية القاسم لا تُعلُّ برواية قزعة، فهي مخرج آخر عن ابن عمر، وقد روي الحديث من غير وجه عن ابن عمر كما سيأتي في التخريج. وأخرجه البيهقي ٥/ ٢٥١ عن أبي عبد الله الحاكم بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد ٨/ (٤٥٢٤)، والترمذي (٣٤٤٣)، والنسائي (٨٧٥٥) و (١٠٢٨٠) من طريق سعيد بن خُثيم، عن حنظلة، عن سالم، عن ابن عمر نحوه. قال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث سالم بن عبد الله. واستغراب الترمذي له لأنَّ سعيدًا خالف إسحاق بن سليمان والوليد بن مسلم حيث روياه عن حنظلة عن القاسم عن ابن عمر، لذلك قال ابن حاتم وأبو زرعة: وَهِم سعيد في هذا الحديث. وأخرج نحوه ابن ماجه (٢٨٢٦)، والنسائي (١٠٢٦٧) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، والترمذي (٣٤٤٢) من طريق إبراهيم بن عبد الرحمن بن يزيد بن أميّة، كلاهما عن نافع عن ابن عمر. قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. وأخرجه النسائي (٢/ ١٠٢٦٩) من طريق عبد الله بن عمر العمري، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن مجاهد، عن ابن عمر. قال أبو حاتم كما في "العلل" لابنه ٦/ ٣٧ (٢٢٩٧): هذا خطأ، إنما هو عبد العزيز بن عمر عن يحيى بن إسماعيل عن قزعة عن ابن عمر عن النبي ﷺ. ونسب الوهمَ إلى العمري. لكن روي نحوه من وجه آخر قوي عن مجاهد عن ابن عمر موقوفًا، أخرجه النسائي (١/ ١٠٢٦٩) عن أحمد بن إبراهيم بن محمد، وابن حبان (٢٦٩٣) عن أبي زرعة الرازي، كلاهما عن محمد بن عائذ، عن الهيثم بن حميد، عن المطعم بن المقدام، عن مجاهد قال: خرجت إلى العراق أنا ورجل معي، فشيعنا عبد الله بن عمر، فلما أراد أن يفارقنا قال: إنه ليس معي شيء أعطيكما، ولكن سمعت رسول الله ﷺ يقول: "إذا استودع الله شيئًا حفظه"، وإني أستودع الله دينكما وأمانتكما وخواتيم عملكما. وفي الباب عن عبد الله بن يزيد الأنصاري، سيأتي برقم (٢٥٠٩). وعن أبي هريرة، عند أحمد ١٤/ (٨٦٩٤) و ١٥ / (٩٢٣٠)، وابن ماجه (٢٨٢٥)، والنسائي (١٠٢٦٩).