للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= يَفْزع في منامه، فذكر ذلك لرسول الله ، فقال له النبي : "إذا اضطجعت فقل: باسم الله، أعوذ … فذكره، فقالها، فذهب ذلك عنه. كذا وقع في هذه الرواية قصة الحديث المذكور وأنَّ صاحب القصة هو خالد بن الوليد.
لكن خالف عمرانَ بنَ بكار جماعةٌ آخرون عند البخاري في "خلق أفعال العباد" (٤٤٠)، وأبي نعيم في "معرفة الصحابة" (٦٥٠٩)، وابن عبد البر في "التمهيد" ٢٤/ ١٠٩، وابن حجر في "نتائج الأفكار" ٣/ ١١٩، فرووه عن أحمد بن خالد الوهبي، عن ابن إسحاق، به فذكروا القصة، لكنهم ذكروا أنَّ صاحب القصة هو الوليد بن الوليد بن المغيرة، وليس أخاه خالد بن الوليد، وكأنَّ هذا هو الأشبه، فقد روى قصة الوليد بن الوليد هذه مع الدعاء المذكور جماعةٌ من الحفاظ عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن يحيى بن حَبّان مرسلًا، منهم شعبةُ عند أحمد ٢٧/ (١٦٥٧)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (٦٣٨)، وعبدُ الرحيم بنُ سليمان عند ابن أبي شيبة ٨/ ١٦٠ و ١٠/ ٣٦٢، ويحيى بنُ سعيد القطانُ عند مسدّد بن مُسرهد في "مسنده" كما في "إتحاف الخِيَرة المهرة" للبوصيري (٦٠٩٤/ ١) وسليمانُ بنُ بلال عند البيهقي في "الأسماء والصفات" (٤٠٦)، ويزيدُ بنُ هارون عند الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" ٣/ ١١٢. كلهم ذكر أنَّ صاحب القصة هو الوليد بن الوليد. وقال الحافظ هذا مرسل صحيح الإسناد.
وخالفهم مالك بن أنس وحده في "الموطأ" ٢/ ٩٥٠ فرواه عن يحيى بن سعيد الأنصاري قال: بلغني أنَّ خالد بن الوليد … فذكر القصة، فجعل صاحب القصة خالد بن الوليد، والقول قول الجماعة الذين جعلوها لأخيه الوليد بن الوليد.
ورواه أيوب بن موسى عند مسدَّد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (٦٢٠٣)، وابن السني (٧٥٠)، وابن عبد البر في "التمهيد" ٢٤/ ١٠٩، وابن حجر في "نتائج الأفكار" ٣/ ١١١، حيث رواه سفيان بن عيينة، عن أيوب بن موسى، عن محمد بن يحيى بن حَبَّان، فذكر القصة لخالد بن الوليد، ولعلّه وهمٌ من أحد الرواة، والله أعلم.
وقد رُوي عن خالد بن الوليد من عدة روايات انه كان يفزع أيضًا، لكن وقع فيها جميعًا أنَّ النبي علّمه لدفع ذلك دعاءً آخر غير هذا الدعاء الذي علمه لأخيه الوليد بن الوليد، وهو: "أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بَرٌّ ولا فاجر، من شرِّ ما ينزل من السماء ومن شَرِّ ما يعرُج فيها، ومن شرِّ ما ذرأ في الأرض، ومن شرِّ ما يخرج منها، ومن شرِّ طوارق الليل والنهار، ومن شرِّ كل طارق يطرُق، إلّا طارقًا يطرق بخير، يا رحمن". فلعلَّ هذا هو منشأ الوهم لدى الذين جعلوا صاحب قصة الدعاء في حديث عمرو بن شعيب وغيره خالدَ بنَ الوليد، فكأنه دخل لهم حديثٌ في حديثٍ، والله تعالى أعلم. =

<<  <  ج: ص:  >  >>