وأخرجه سعيد بن منصور في التفسير من "سننه" (٢٤) عن أبي عوانة اليشكري، وابن الضُّريس في "فضائل القرآن" (٦٣) من طريق شعبة بن الحجاج، كلاهما عن أبي إسحاق، عمَّن سمع ابن عمر، من قوله موقوفًا أيضًا. وخالفهما وكيع عند ابن أبي شيبة، فرواه عن أبي إسحاق عن ابن عمر، والصحيح قول شعبة وأبي عوانة. فقد أخرجه الدارمي (٣٤٨٨) و (٣٥٠٠) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن المغيرة بن عبد الله الجدلي، عن ابن عمر موقوفًا، فظهر بهذا الواسطة المبهمة بين أبي إسحاق وابن عمر. والمغيرة هذا يغلب على ظننا أنه اليشكري، فإنَّ أبا إسحاق يروي عن اليشكري، وفي أجداد يشكر مَن اسمُه جَدِيلة، فلعله نُسب هنا إليه، والمغيرة اليشكري ثقة، فالإسناد صحيح، والله أعلم. (١) حسن في المتابعات والشواهد، بشير بن المهاجر يعتبر به في المتابعات والشواهد، وقد روي ما يَشهد لحديثه، كما قال ابن كثير في "تفسيره" في أول تفسير سورة البقرة ١/ ٢٤٣، وحسَّن إسنادَه لأجل ذلك، وقد حسَّن إسناده كذلك الحافظُ ابن حجر في "المطالب العالية" (٣٤٧٨)، والبوصيري في "إتحاف المهرة" (٥٩٥٢/ ١). وأخرجه أحمد ٣٨/ (٢٢٩٥٠)، وابن ماجه (٣٧٨١) من طريقين عن بشير بن المهاجر، به. ويشهد له حديث أبي أمامة الآتي برقم (٢٠٩٦) بلفظ: "تعلَّموا القرآن، فإنه شفيع لأهله يوم القيامة" الحديث، وهو صحيح. وحديث جابر بن عبد الله عند ابن حبان (١٢٤) بلفظ: "القرآن شافع مُشفَّع"، وجوَّد إسنادَه المنذريُّ في "الترغيب والترهيب" ١/ ٤٢، وهو كما قال.