للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد وجدتُ لحديث عبد الحميد بن جعفر شاهدًا في سماع أبي هريرة هذا الحديثَ من أبيِّ بن كعب من حديث المدنيين:

٢٠٧٤ - أخبرَناه أبو بكر محمد بن المؤمَّل بن الحسن بن عيسى، حدثنا الفضل بن محمد الشَّعراني، حدثنا عبد الله بن محمد النُّفيلي، حدثنا محمد بن سلمة، حدثنا محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبي الزِّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: أنَّ النبي نادى أبيَّ بن كعب وهو قائم يصلي، فلم يجبْه، فقال: "ما مَنَعَكَ أن تُجيبَني يا أبيُّ؟ " فقال: كنت أصلي، فقال: "ألم يقلِ اللهُ : ﴿اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ﴾ [الأنفال: ٢٤]، لا تَخرُج من المسجد حتى أُعلِّمَك سورةً ما أَنزل الله في التوراة والإنجيل والزبُور مثلَها"، قال أبيّ: ثم اتَّكأَ على يدي، حتى إذا كان بأقصى المسجد قلتُ: يا نبيّ الله، قلتَ: كذا


= مولى الحُرَقة - إنما سمعه بواسطة أبي هريرة كما مر برقم (٢٠٧١)، ولا يُظن أنَّ عبد الرحمن هذا قد أدرك أُبيًّا أصلًا، لما رجحه الذهبي من أنَّ وفاة أبيّ كانت في خلافة عمر بن الخطاب، وقد ورد بإسناد صحيح عن جندب بن عبد الله البجلي عند ابن سعد ٣/ ٤٦٥ ما يفيد موته في خلافة عمر. على أنَّ بعضهم قد رواه عن شعبة موقوفًا من قول أبيّ بن كعب، وهو أشبه في رواية شعبة خاصة لما سيأتي بيانه.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" ١٤/ ٥٥، وابن عبد البر في "التمهيد" ٢٠/ ٢١١ من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، به. لكن وقفه على أبيّ بن كعب.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" ٦/ ١٢ من طريق عثمان بن جبلة، عن شعبة، لكنه قال فيه: عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة. فجعله من مسند أبي هريرة، ولم يذكر أبيًا.
وشعبة هو راوي حديث أبي سعيد بن المعلَّى الذي أخرجه البخاري (٤٤٧٤) و (٤٦٤٧) و (٤٧٠٣) من طرق عن شعبة، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى، بنحو حديث أبيّ بن كعب المذكور في هذا الباب، فلعلَّ المحفوظ في رواية شعبة هنا - أي من حديث أبيّ بن كعب - هو الموقوف، أي: كما رواه محمد بن جعفر عنه، وهو أثبت الناس في شعبة كما نصَّ عليه عبد الرحمن بن مهدي وعلي بن المديني وغيرهما، فهذه علَّةٌ أخرى غير الانقطاع.

<<  <  ج: ص:  >  >>