ولأصل القصة شواهد رويت عن غير واحد من الصحابة تتقوّى بها سيأتي بيانها عند حديث ابن عباس برقم (٦٠٤٥). (١) صحيح لغيره، أبو هشام محمد بن يزيد - وهو الرفاعي، وإن كان ضعيفًا - قد توبع، ومحمد بن إسحاق مدلّس وقد عنعن، لكنه توبع أيضًا فتحتمل عنعنته هنا. وأخرجه أحمد ٢٨/ (١٧٣٢٤) من طريق سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضًا (١٧٤٤٥) عن يحيى بن إسحاق، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، به. وابن لهيعة - وهو عبد الله، وإن كان ساء حفظه بعد احتراق كتبه - قد روى عنه هذا الحديث قتيبة بن سعيد عند الفريابي في "فضائل القرآن" (٥١)، وقد أخذ قتيبة أحاديث ابن لهيعة من كتب عبد الله بن وهب، وعبد الله بن وهب ممّن سمع من ابن لهيعة قديمًا قبل احتراق كتبه، فإسناد ابن لهيعة حسنٌ. ويشهد له حديث أبي ذر الغفاري الآتي برقم (٢٠٩١). وحديث حذيفة بن اليمان الذي أشار إليه الحاكم بإثر (٢٠٩٢)، وهو عند مسلم (٥٢٢) إلَّا أنه لم يسق لفظه، وأفصح عنه ابن أبي شيبة ١١/ ٤٣٥ وغيره. وحديث عبد الله بن مسعود موقوفًا عليه عند النسائي (٧٩٦٩) بإسناد صحيح، ومثله لا يقال بالرأي، فله حكم المرفوع.