وأخرجه النسائي (١٠٧٢٤) عن محمد بن بشار، عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد - دون القسم الثالث من الحديث الذي جاء مُصرَّحًا بلفظه في الطريق التي قبله. وأخرجه عبد الرزاق (٧٣٠) و (٦٠٢٣)، ومن طريقه الطبراني في "الدعاء" (٣٩١)، وأخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (١٥٧٩)، وابن أبي شيبة ١/ ٣ و ١٠/ ٤٥٠ عن وكيع بن الجراح، والنسائي (٩٨٣١) من طريق عبد الله بن المبارك، وأبو العباس المستغفري في "فضائل القرآن" (٨٢٤) والبيهقي في "الشعب" (٢٧٧٦) من طريق قبيصة بن عقبة، أربعتهم (عبد الرزاق ووكيع وابن المبارك وقبيصة) عن سفيان الثَّوري، به. لكن اقتصر ابن أبي شيبة والنسائي والطبراني في "الدعاء" على القسم الثالث من الحديث، وأما نعيم بن حماد فأخرج الحديثَ دون هذا القسم، وذكر القسم الثاني من الحديث بنحو رواية شعبةَ المتقدمة في الطريق التي قبله إلَّا أنه رواه بلفظ: ومن قرأ آخرها - يعني سورة الكهف - ثم أدرك الدجال لم يُسلَّط عليه. فلم يُقيّد ذلك بعشر آيات من آخرها. وقد خالف قبيصةُ بن عقبة في روايته عند البيهقي أصحابَ الثَّوري في القسم الأول من الحديث، فرواه بلفظ: من قرأ خاتمة الكهف أضاء له نور من حيث كان بينه وبين مكة. فقيَّد بقراءة خاتمتها، وقبيصة في حديثه عن الثَّوري بعض الضعف، لأنه سمع منه وهو صغير، فالظاهر أنه انقلب عليه متن الحديث، والله أعلم، على أنه قد أتى به على الصواب عند أبي العباس المستغفري موافقًا لسائر أصحاب الثَّوري. وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (٣٠)، والبيهقي في "الدعوات" (٥٩)، وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (٢٠٦٩) من طريق يوسف بن أسباط، عن سفيان الثَّوري، به - مقتصرًا على القسم الثالث كذلك، مرفوعًا. هكذا رواه مرفوعًا مخالفًا بذلك سائر أصحاب الثَّوري، ويوسف هذا وإن وثقه يحيى بن معين، قال عنه أبو حاتم: لا يحتج به، وقال البخاري: دفن كتبه، فكان حديثُه لا يجيء كما ينبغي. وسيأتي القسم الثاني من الحديث موقوفًا أيضًا برقم (٨٧٧٤) من طريق نعيم بن حماد عن ابن مهدي. ويشهد لهذا القسم حديث أبي الدرداء الآتي برقم (٣٤٣١) بإسناد صحيح، وفيه: "عشر آيات من أول سورة الكهف". وحديث النواس بن سمعان عند مسلم (٢٩٣٧)، وفيه: "فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف".