للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال سفيان: يعني: يَستغني به (١).

وعند سفيان بن عُيينة فيه إسنادٌ آخرُ:

٢١١٩ - حدَّثَناه أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا الربيع بن سليمان، أخبرنا الشافعي، حدثنا سفيان بن عيينة.

وحدثني علي بن عيسى، حدثنا إبراهيم بن أبي طالب، حدثنا ابن أبي عُمر، حدثنا سفيان، عن ابن جُرَيج، عن ابن أبي مُلَيكة، عن عُبَيد الله بن أبي نَهيكٍ، قال: قال له سعد: تجّارٌ كَسَبَةٌ، سمعتُ رسول الله يقول: "ليس مِنّا من لم يَتغَنَّ بالقرآن" (٢).


= عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. مقتصرًا على المرفوع منه.
وأخرجه ابن ماجه (١٣٣٧) من طريق إسماعيل بن رافع، عن ابن أبي مُلَيكة، عن عبد الرحمن بن السائب، قال: قدم علينا سعد بن أبي وقاص، فذكره. قال الحافظ في "نتائج الأفكار" ٣/ ٢٠٢: هذا غريب من هذا الوجه، وإسماعيل بن رافع ضعيف. قلنا: وفي "منتخب علل الخلال" ص ١١٤ عن المرُّوذي أنه سأل أحمد عن هذه الرواية فقال: ليس حديث هذا بشيء، وضعَّفه.
وانظر ما سيأتي بعده من الطرق.
وللمرفوع شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (٧٥٢٧).
(١) أي: من لم يستغن بالقرآن عن الإكثار من الدنيا فليس منا، أي: على طريقتنا، وقد خالف ابنَ عيينة غيرُه في تفسير التغني، كما بسطه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" ١٥/ ١٤٠ - ١٤٢، ومن ذلك أنَّ الليث بن سعد فسره بقوله: يَتَحزّن فيه ويُرقِّق به قلبه، وعن الشافعي أنه قال ردًّا على تفسير ابن عيينة: لو أراد الاستغناءَ لقال: لم يستغن، وإنما أراد تحسينَ الصوت، لكن قال الحافظ: ارتضى أبو عبيد تفسير يتغنّى بيستغني، وقال: إنه جائز في كلام العرب، واستشهد له.
وجاء في روايةٍ للبخاري (٧٥٤٤) ومسلم (٧٩٢) (٢٣٤) من حديث أبي هريرة: "ما أَذِنَ الله لشيء كأَذَنِه لنبيٍّ يتغنّى بالقرآن يجهر به"، قال القرطبي في "المفهم" ٢/ ٤٢٣: هذا أشبهُ (أي: تفسير التغنّي بالجهر) وعلى هذا فسَّره الصحابي، وهو أعلم بالمقال، وأقعد بالحال.
(٢) إسناده صحيح كسابقه. ابن أبي عمر: هو محمد بن يحيى بن أبي عمر العَدَني صاحب "المسند".
وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (٢١٥٤)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" ٣/ (٩٦٩) من طريق ابن أبي عمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي في "مسنده" (٧٧) عن سفيان بن عيينة، به. =

<<  <  ج: ص:  >  >>