وقوله: "لا يَرعَوِي" أي: لا يَنْكَفُّ ولا يَنْزجِرُ. (١) إسناده حسن، أبو صالح مولى عثمان وثقه العجلي وابن حبّان، وقال العجلي: روى عنه زهرة بن معبد وأهل مصر، وحسّن حديثه هذا الترمذي وصحَّحه ابن حبان، واختُلف في اسمه فقيل: بركان، وقيل: الحارث. وأخرجه النسائي (٤٣٦٤) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وابن حبان (٤٦٠٩) من طريق حِبّان بن موسى، كلاهم عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. ولم يذكر ابن مهدي في روايته قوله: فلينظر كل امرئٍ لنفسه. وأخرجه أحمد ١/ (٤٤٢) من طريق عبد الله بن لهيعة، وأحمد (٤٧٠) و (٥٥٨)، والترمذي (١٦٦٧)، والنسائي (٤٣٦٣) من طريق الليث بن سعد، كلاهما عن زُهْرة بن معبد، به. لكن بلفظ: "رباط يوم في سبيل الله … " ولم يذكر الليث في روايته قوله في آخر الحديث: فلينظر كل امرئ لنفسه. وسيأتي عند المصنف من طريق الليث برقم (٢٦٦٧) و (٢٦٦٨). وجزم المنذري في "الترغيب" ٢/ ١٥٦، وابن كثير في "تفسيره" عند تفسير آخر آية من آل عمران بأنَّ هذا الحرف الأخير مُدرَج من قول عثمان بن عفان غير مرفوع، ويؤيده عدم وُرُوده في رواية ابن مهدي عن ابن المبارك، ولا في رواية الليث بن سعد عن زُهْرة بن معبد، بل جاء في رواية أبي الوليد الطيالسي عن الليث عند الترمذي مُفصِّلًا المرفوع عن الموقوف، حيث قال عثمان في روايته: إني كَتمْتُكُم حديثًا سمعتُه من رسول الله ﷺ كراهيةَ تفرُّقِكم عنّي، ثم بدا لي أن أحدِّثَكموه، ليختار امرؤ لنفسه ما بدا له، ثم ذكر الحديث. وانظر ما سيأتي برقم (٢٤٥٧).