قلنا: وقد احتمل الحافظان أبو زرعة ابنُ العراقي وابنُ حجر أن يكون كثيرٌ المذكور ابنَ عُبيد رضيعَ عائشة، فإن صحَّ قولهما فإسناد رواية أبي عوانة حسنٌ، والله أعلم. على أنه قد روي هذا الخبر من وجه آخر عن عبد الرحمن بن أبي ليلى كما سيأتي. وأخرجه أبو داود (٢٩٨٣) من طريق يحيى بن أبي بكير، عن أبي جعفر الرازي، بهذا الإسناد. وسيأتي من هذا الطريق عند المصنف برقم (٤٣٩٤). وأخرجه أبو داود (٢٩٨٤) من طريق الحسين بن ميمون الخِنْدِفي، عن عبد الله بن عبد الله الرازي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي بن أبي طالب، قال: قلت: يا رسول الله إن رأيتَ أن تُولّيَني حقَّنا من هذا الخمس في كتاب الله، فأقسمه حياتك كي لا ينازعني أحدٌ بعدك، فافعل، قال: ففعل ذلك، قال: فقسمتُه حياة رسول الله ﷺ، ثم ولّانيه أبو بكر، حتى كانت آخر سنةٍ من سِني عمر … والحسين بن ميمون هذا يُعتبر به في المتابعات والشواهد، وقد توبع كما ترى. قوله: "خَمْسَ الخُمس، أي: قَبْض خُمس الغنيمة، من: خَمَسَهم خَمْسًا: أَخَذَ خُمس أموالهم. (٢) إسناده صحيح. أبو حذيفة: هو موسى بن مسعود النَّهدي، وأبو نعيم: هو الفضل بن دُكين، وسفيان: هو الثَّوري. وسيأتي عند المصنف برقم (٤٣٩٣) من طريق أبي أحمد الزُّبَيري عن سفيان الثَّوري. وانظر تخريجه هناك. والصفيُّ: ما يأخذُه رئيس الجيش ويختارُه لنفسه من الغنيمة قبل القسمة.