للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٢٦٢٠ - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحَكَم، أخبرنا ابن وهب، أخبرني ابن أبي الزِّناد، عن أبيه، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة، عن ابن عباس، قال: تَنفَّل رسول الله سيفَه ذا الفَقَار يومَ بدرٍ، قال ابن عباس: وهو الذي رأى فيه الرؤيا يومَ أُحدٍ، وذلك أنَّ رسول الله لما جاءه المشركون يوم أُحد، كان رأيُ رسول الله أن يُقيم بالمدينة يقاتِلُهم فيها، فقال له ناس لم يكونوا شَهِدوا بدرًا: يخرجُ بنا رسولُ الله إليهم نقاتِلُهم بأحدٍ، وَتَرَجَّوا (١) أن يُصِيبوا من الفَضِيلة ما أصابَ أهلُ بدرٍ.

فما زالوا برسول الله حتى لَبِسَ أداتَه، نَدِموا، وقالوا: يا رسول الله، أقِمْ، فالرأيُ رأيُك، فقال رسول الله : "ما ينبغي لنبيٍّ أن يضعَ أدَاتَه بعد أن لَبِسَها، حتى يَحكُم اللهُ بينَه وبين عَدُوِّه"، قال: وكان لما قال لهم رسول الله يومئذ قبل أن يَلْبَس الأداةَ: "إني رأيتُ أني في دِرْعٍ حَصينةٍ، فأوّلتُها المدينةَ، وأني مُردِفٌ كَبْشًا، فَأَوَّلْتُه كَبْشَ الكَتيبةِ، ورأيتُ أن سيفي ذا الفَقَارِ فُلَّ، فأوّلْتُه فَلًّا فيكم، ورأيت بَقَرًا تُذبَح، فبَقْرٌ والله خيرٌ، فبَقْرٌ والله خيرٌ" (٢).


(١) في (ب): ورَجَوا، وهما بمعنًى.
(٢) إسناده حسن كما قال البيهقي في "السنن الكبرى" ٧/ ٤١، وقد رواه عن أبي عبد الله الحاكم، وذلك من أجل ابن أبي الزِّناد - واسمه عبد الرحمن - فهو حسن الحديث، وقصة الرؤيا وتأويلها صحيحة رُويَت من وجهين آخرين عن النبي . ابن وهب: هو عبد الله بن وهب المصري.
وأخرجه مختصرًا بذكر سيف النبي ذي الفَقَار والرؤيا التي أُريها فيه: أحمد (٤/ ٢٤٤٥) عن سُريج بن النعمان، عن ابن أبي الزِّناد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصرًا بذكر سيفه : ابنُ ماجه (٢٨٠٨) من طريق محمد بن الصَّلْت الأسدي، والترمذي (١٥٦١/ ٢) عن هناد بن السري، كلاهما عن ابن أبي الزِّناد، به. وقال الترمذي: حسن غريب.
وقد رُويَت هذه الرؤيا بعينها من حديث أبي موسى الأشعري عند البخاري (٣٦٢٢) ومسلم (٢٢٧٢). =

<<  <  ج: ص:  >  >>