للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه بذكر سجدة الشُّكر، وهو غريب صحيح في سجود الشكر.

٢٦٩١ - أخبرنا مُكرَم بن أحمد بن مكرم القاضي، حدثنا أبو قِلابة عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرَّقَاشي، حدثنا أبو عَتَّاب سهل بن حمّاد، حدثنا عبد الملك بن أبي نَضْرة، عن أبيه، عن أبي سعيد الخُدْري: أنَّ رسول الله أتاه مال، فجعل يَضرِب بيده فيه فيُعطي يمينًا وشمالًا، وفيهم رجل مُقَلَّص الثياب، ذو سِيْماءَ، بين عَينَيه أثرُ السجود، فجعل رسولُ الله يضرب يدَه يمينًا وشمالًا حتى نَفِد المالُ، فلما نَفِدَ المالُ ولَّى مُدبرًا، وقال: والله ما عدلتَ منذ اليومِ. قال: فجعل رسولُ الله يُقلِّب كفّه، ويقول: "إذا لم أعدِلْ فمن ذا يَعدلُ بعدي؟ أَمَا إِنه سَتَمْرُق مارِقةٌ، يَمرُقون من الدِّين مُروق السهم من الرَّمِيّة، ثم لا يعُودون إليه حتى يَرجِعَ السهمُ على فُوقِه، يقرؤون القرآن لا يجاوز تَراقِيهَم، يُحسِنون القولَ ويُسيئون الفعلَ، فمن لقيَهم فليقاتلْهم، فمن قتلهم فله أفضلُ الأجر، ومن قتَلُوه فله أفضل الشهادة، هم شرُّ البَرّيّة،


= وأحمد ٢/ (٦٧٢) من طريق أبي كثير مولى الأنصار، وأبو داود (٤٧٦٩) من طريق أبي الوضيء عبّاد بن نُسيب - وسيأتي من هذا الطريق عند المصنف مطوَّلًا برقم (٨٨٣١) - والنسائي (٨٥١٤) من طريق سُليم بن بَلْج، و (٨٥١٥) من طريق كليب بن شهاب، والنسائي (٨٥٢٠) من طريق عَبيدة السَّلْماني، كلهم عن علي بن أبي طالب في قصة الْتماسه المُخدَج في القتلى يوم النهروان، وأكثرهم يقول في روايته: قال علي: صدق الله، بدل: ما كَذَبتُ ولا كُذِبت، وقال عبيدة في روايته: الله أكبر، ثلاث مرات، ولم يذكر أحد من هؤلاء سجود عليٍّ لما رأى المخدج.
وقد رواه عن علي بن أبي طالب جماعة فذكروا سجوده لما رأى المخدج:
فقد أخرجه أحمد (٨٤٨) و (١٢٥٥)، والنسائي (٨٥١٣) من طريق طارق بن زياد الكوفي، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (١٥١٥)، والبزار (٩٠٠) من طريق أبي المؤمن الواثلي، والبزار (٥٦٤) من طريق أبي وائل شقيق بن سلمة، والخطيب في "تاريخ بغداد" ١٤/ ٤٦٤ من طريق قيس بن أبي حازم، كلهم عن علي بن أبي طالب. بأسانيد حِسان.
والمُخدَج: ناقص الخَلْق. وقد كان ذلك المخدج مُخدج اليد كما صُرِّح به في بعض الروايات.

<<  <  ج: ص:  >  >>