للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.

٢٨٠٢ - أخبرنا الحسن بن يعقوب العَدْل، حدثنا محمد بن عبد الوهاب الفرّاء، أخبرنا جعفر بن عَوْن، حدثنا ربيعة بن عثمان، عن محمد بن يحيى بن حَبّان، عن نَهار العَبْدي - وكان من أصحاب أبي سعيد الخُدْري - عن أبي سعيد الخُدْري، قال: جاء رجلٌ إلى النبيّ بابنةٍ له، فقال: يا رسول الله، هذه ابنتي قد أبَتْ أن تَزَوَّجَ، فقال لها النبي : "أَطِيعي أباكِ" فقالت: والذي بعثك بالحقّ لا أتزوَّجُ حتى تُخبرني ما حقُّ الزوج على زوجتِه، قال: "حقُّ الزوج على زوجته أن لو كانت به قُرْحةٌ فَلَحِسَتْها ما أدَّتْ حقَّه" (١).


(١) إسناده جيد كما قال المنذري في "الترغيب والترهيب" ٣/ ٣٥، وصحَّحه ابنُ حبان، وإنكار الذهبي له في "تلخيصه" بحجة قول أبي حاتم الرازي بأنَّ ربيعة بن عثمان منكر الحديث، غير مُسلَّم له، لأنَّ ربيعة هذا وثقه ابن معين وابن نمير والواقدي والحاكم في "سؤالات مسعود السِّجْزي"، وقال فيه أبو زرعة: إلى الصدق ما هو، وليس بذاك القوي. ثم إنَّ ما رواه ليس بمنكر لثبوته عن أنس بن مالك كما سيأتي، والله تعالى أعلم. وقد روى له مسلم حديثًا من روايته عن محمد بن يحيى بن حَبّان احتجاجًا.
وأخرجه النسائي (٥٣٦٥)، وابن حبان (٤١٦٤) من طريق أحمد بن عثمان بن حكيم، عن جعفر بن عون، بهذا الإسناد. وقال النسائي في شأن نهار العبدي: وهو مدنيٌّ لا بأس به. فكأنه يشير إلى تقوية الحديث، والله أعلم.
ويشهد له حديث أنس بن مالك عند أحمد ٢٠/ (١٢٦١٤) عن حسين بن محمد المرُّوذي، وابن أبي الدنيا في "النفقة على العيال" (٥٢٧) عن سعيد بن سليمان الواسطي، كلاهما عن خلف بن خليفة، عن حفص ابن أخي أنس بن مالك، عن أنس وكنا قد تكلمنا على إسناده في "المسند" بتفرد حسين المرُّوذي به عن خلف بن خليفة، وأنَّ خلفًا هذا قد اختلط، لعدم اطلاعنا وقتئذٍ على متابعة سعيد ابن سليمان الحافظ له، والذي يغلب على ظننا أنَّ رواية سعيد بن سليمان عن خلف بن خليفة قديمة، إذ كان بواسط، فالظاهر من كلام الإمام أحمد أنَّ خلفًا إنما تغير لدى مقدمه بغداد، والله تعالى أعلم. وقد جوَّد المنذري إسناد حديث أنس هذا في "الترغيب والترهيب" ٣/ ٣٥، وهو كما قال إن شاء الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>