وأخرج النسائي (٤٩٠٤) و (٤٩٠٥) من طريقين عن مجاهد، عن ابن أبي ذُباب، عن أبي هريرة، رفعه: "لا يدخل الجنة ولد زنية"، وقد اختُلف فيه عن مجاهد في تعيين شيخه، وبعضهم يسقط الواسطة بين مجاهد وأبي هريرة، لكن قال الدارقطني في "العلل" (١٦٦٤): الأشبه من ذلك قول من ذكر ابن أبي ذُباب. قلنا: وابن أبي ذباب هذا ثقة، لكن اختُلف على مجاهد في رفعه ووقفه أيضًا، فقد وقفه عنه الحكم بن عُتيبة عند النسائي (٤٩٠٦)، والأعمش كما في "التاريخ الكبير" للبخاري ٥/ ١٣٢، فالأظهر وقفه، والله أعلم، وعلى تقدير صحته فهو محمول كما قال الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" ٢/ ٢٧١ على من تحقق بالزنى حتى غلب عليه، فاستحق بذلك أن يُنسب إليه، كما يقال: بنو الدنيا لمن تحقق وعلم بها وترك ما سواها، وكما يقال لمن تحقق بالحذر: ابن أحذار، وكما قيل للمسافر: ابن السبيل. وليس المقصود ولده من الزنى. وقوله: "أمتِّع" على صيغة المتكلم المعلوم، بمعنى: أتصدّق بشيءٍ ولو حقيرًا كسوط يُستمتَع به ويُنتَفعُ. (١) حديث صحيح، لكن سيأتي توجيه عائشة أم المؤمنين له على وفق القصة التي ورد الحديثُ لأجلها بعده، وهذا إسناد حسن في المتابعات من أجل عمر بن أبي سلمة - وهو ابن عبد الرحمن بن عوف - وقد روى المصنف الحديث قبلَه من وجه آخر صحيح عن أبي هريرة. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليَشكُري. وأخرجه البيهقي ١٠/ ٥٨ عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (٧٢٣٢) من طريق عمرو بن عون عن أبي عوانة.