للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

تَراني، فوالله لا تَراني أبدًا، إني سمعت رسول الله يقول: "إذا كان عند المُكاتَب ما يُؤدِّي، فاحتجِبي منه" (١).


(١) إسناده محتمل للتحسين من أجل نبهان مكاتب أم سلمة، فقد روى عنه الزُّهْري ومحمد بن عبد الرحمن مولى أبا طلحة وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه الذهبي في "الكاشف"، وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" ١٥/ ٦٦٨ - ٦٦٩ وهو يتحدث عن حديث نبهان الآخر عن أم سلمة في حديث: "أفعمياوان أنتما": إسناده قوي، وأكثر ما عُلِّل به انفرادُ الزُّهْري بالرواية عن نبهان، وليست بعلة قادحة، فإنَّ من يعرفُه الزُّهْري، ويصفُه بأنه مُكاتَب أم سلمة، ولم يجرحه أحدٌ، لا تُرَدُّ روايته.
وأخرجه أحمد ٤٤/ (٢٦٦٢٩) عن عبد الرزاق، به. دون ذكر القصة.
وأخرجه أحمد (٢٦٦٥٦) عن محمد بن جعفر، والنسائي (٥٠١٢) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، كلاهما عن معمر، به. دون ذكر القصة أيضًا.
وأخرجه أحمد (٢٦٤٧٣)، وأبو داود (٣٩٢٨)، وابن ماجه (٢٥٢٠)، والترمذي (١٢٦١)، والنسائي (٩١٨٤) من طريق سفيان بن عيينة، والنسائي (٥٠١٣) من طريق محمد بن أبي عتيق وموسى بن عقبة، و (٥٠١٤) من طريق محمد بن إسحاق، و (٥٠١٥) و (٥٠١٦) و (٩١٨٣) من طريق صالح بن كيسان، وابن حبان (٤٣٢٢) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، كلهم عن الزُّهْري، به. لم يذكر أحد منهم القصة سوى يونس بن يزيد، فذكرها بأتم وأوضح ممّا هنا. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
قلنا: ولا يعارض هذا حديث عبد الله بن عمرو بن العاص المتقدم برقم (٢٨٩٩) الذي فيه أنَّ المكاتب عبد ما بقي عليه شيء من مال مكاتبته، ولا مع عمل أم المؤمنين عائشة الذي أخرجه البيهقي ١٠/ ٣٢٤، لما استأذن عليها سليمان بن يسار، فقالت له: من هذا؟ فقال: سليمان، قالت: كم بقي عليك من مكاتبتك؟ قال: عشر أواقٍ، قالت: ادخُل، فإنك عبد ما بقي عليك درهم. وذلك أنَّ معنى حديث أم سلمة هنا ما إذا كان عنده ما يقضي مكاتبته ويمنعه وهو واجب عليه لأجل أن يتسع له النظر ولا يمنع من الدخول على مُكاتِبتِه، كما تفيده رواية يونس بن يزيد الأيلي عن الزُّهْري عن نبهان: أنَّ أم سلمة كاتبته، فبقي من كتابته ألفا درهم، قال نبهان: فكنت أمسكها لكي لا تحتجب عني أم سلمة، فذكر نحو القصة. وكما تفيده رواية محمد بن إسحاق عن الزُّهْري، أنَّ أم سلمة قالت: إنَّ رسول الله عهد إلينا إذا كان عند مكاتب إحداكن وفاءً بما بقي من مكاتَبته فاحتجبن منه. =

<<  <  ج: ص:  >  >>