للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٩٥٤ - أخبرَناه أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا إبراهيم بن أبي طالب، حدثنا محمد بن المثنَّى، حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أَبي، عن قَتَادة، عن الحسن، عن عِمران بن حُصَين قال: كنا مع رسول الله فِي مَسِيرٍ وقد تَفاوَتَ بين أصحابه في السَّير، فرَفَع بهاتين الآيتين صوتَه: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (١) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾ [الحج: ١ - ٢]، فلما سمع ذلك أصحابُه حَثُّوا المَطِيَّ، وعرفوا أنه عند قولٍ يقولُه، فقال: "أتدرونَ أيُّ يومٍ ذاكم؟ " قالوا: الله ورسوله أعلمُ، قال: "يومَ ينادي آدمَ رَبُّه فيقول: يا آدمُ، ابعَثْ بَعْثَ النار، قال: يا رب، وما بعثُ النار؟ قال: من كلِّ ألفٍ تسعُ مئةٍ وتسعةٌ وتسعون في النار، وواحدٌ في الجنة"، فأُبلِسَ أصحابُه فما أَوضَحُوا بضاحكةٍ، فلما رأَى رسولُ الله الذي بأصحابه قال: "اعمَلوا وأَبشِرُوا، فوالَّذِي نفسُ محمدٍ بيده، إنكم لمعَ خَلِيقتَينِ ما كانتا مع شيءٍ قطُّ إِلَّا كَثَرَتاهُ، يأجوجَ ومأجوجَ، ومَن هَلَكَ من بني آدمَ وبني إبليسَ"، فسُرِّيَ على القوم بعضُ الذي يَجِدُون، ثم قال: "اعمَلوا وأبشِرُوا، فوالذي نفسُ محمدٍ بيده ما أنتم في الناس إلّا كالشَّامَةِ في جَنْب البعير، أو كالرَّقْمةِ في ذراع الدابَّة" (١).


= البخاري (٤٧٤١)، ووقع فيه خلاف بين الرواة، فمنهم من ذكره بالألف ومنهم من ذكره بلا ألف.
(١) حديث صحيح، رجاله ثقات، وقد سلف برقم (٧٨) من طريق شيبان النحوي عن قتادة، فانظر الكلام عليه هناك.
وسيأتي برقم (٨٩٠٩) من طريق مسدد ومحمد بن المنهال عن معاذ بن هشام.
وأخرجه الطبري في مسند ابن عبَّاس من "تهذيب الآثار" ١/ ٤٠٢ عن محمد بن بشار، عن معاذ بن هشام الدَّستُوائي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد ٣٣/ (١٩٩٠١)، والترمذي (٣١٦٩)، والنسائي (١١٢٧٧) من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن هشام الدَّستُوائي، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. =

<<  <  ج: ص:  >  >>