للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.

٢٩٦٧ - حدثني علي بن عيسى الحِيرِي، حدثنا أبو بكر محمد بن النَّضْر الجارُودي، حدثنا عبد الأعلى بن حمَّاد النَّرْسي ونَصْر بن علي الجَهضَمي، قالا: حدثنا المعتمِر بن سليمان، عن أبيه، عن عطاء بن السائب، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس قال: لما نزلت ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ قال رسول الله : "كلُّها في صُحُف إبراهيم وموسى"، فلما نزلت: ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى﴾ فبلغ ﴿وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى﴾ ثَقَّله وقال: "وَفَّى"، ﴿أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ إلى قوله: ﴿هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى﴾ [النجم: ٣٧ - ٥٦] (١).


= يقول: محمد بن مسلمة الواسطي لا بأس به. قلنا: ولذلك صحَّح الحاكم حديثه في غير موضع من "مستدركه"، ومحمد بن مسلمة قد تفرد برفع هذه القراءة إلى النبي ، وخالفه من هو أوثق منه فجعلها ضمن سياق موقوف عن ابن عبَّاس أو سعيد بن جبير كما وقع في حديث الفتون الطويل عند النسائي وغيره.
فقد أخرج حديث الفتون هذا مطوّلًا النسائي (١١٢٦٣)، وأبو يعلى (٢٦١٨)، والطبري في "تفسيره" ١٦/ ١٦٤ - ١٦٧، والطحاوي في "مشكل الآثار" (٦٦)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٦١/ ٨١ - ٩٢ من طرق عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وهو عند الطبري والطحاوي مختصر، وليس في هذا الحديث مرفوع عن النبي إلّا قليل منه كما قال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" ٣/ ١٥٣، وباقيه موقوف من كلام ابن عبَّاس.
وأما قراءة "يُخافُون" برفع الياء، فالمحفوظ أنَّ الذي كان يقرؤها كذلك هو سعيد بن جبير كما جاء مصرَّحًا به عند الطبري في "تفسيره" ٦/ ١٧٧ من طريق هشيم، عن القاسم بن أبي أيوب - ولم يسمع منه - عن سعيد بن جبير أنه كان يقرؤها بضمِّ الياء. وهو بهذا يذهب إلى أنَّ هذين الرجلين من رهط الجبابرة وليسا من بني إسرائيل. وقراءته هذه قراءة شاذَّة، وأجمع القراء على قراءتها "يَخافون" بفتح الياء كما ذكر الطبري وغيره.
(١) إسناده صحيح، عطاء بن السائب وإن كان قد اختلط في آخر عمره، فإنَّ سليمان التيمي كان أكبر منه، فروايته عنه محمولة على أنها كانت قبل اختلاطه.
وأخرجه النسائي (١١٦٠٤) عن زكريا بن يحيى، عن نصر بن علي، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (٣٦٣٣) و (٣٧٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>