وقال الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" ٢/ ٣٧٣: تقدَّم من كلام الحافظ ابن عساكر ما يدلّ على أن هذا دم يحيى بن زكريا، وهذا لا يصح، لأن يحيى بن زكريا بعد بختنصّر بمدة، والظاهر أنَّ هذا دم نبي متقدم، أو دم لبعض الصالحين، أو لمن شاء الله ممن اللهُ أعلم به. قلنا: وأخرج حديث أبي معاوية عن الأعمش: ابنُ المنذر في "تفسيره" (٣١٨) عن زكريا بن داود، عن إسحاق -وهو ابن إبراهيم ابن راهويه- بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "من عاش بعد الموت" (٤٤)، والطبري في "تفسيره" ٥/ ٤٣ و "تاريخه" ١/ ٥٨٦، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٦٤/ ٢٠٧ من طريقين عن أبي معاوية، به. وسيأتي برقم (٤١٩٦) من طريق سلم بن جنادة عن أبي معاوية. وأخرجه الطبري في "تفسيره" ١٥/ ٣١ - ٣٢ و تاريخه ١/ ٥٨٦ - ٥٨٨ من طريق السدي، عن أبي مالك الغفاري وأبي صالح باذام، عن ابن عبَّاس. وروي مختصرًا عن سعيد بن المسيب عند أبي عبيد في "الخطب والمواعظ" (٩٩)، والطبري في "التفسير" ١٥/ ٣٠، وابن عساكر ٦٤/ ٢١٦، وصحح إسناده إلى سعيد الحافظُ ابنُ كثير في "البداية"، قال: قدم بختنصر دمشق فإذا هو بدم يحيى بن زكريا يغلي فسأل عنه فأخبروه، فقتل على دمه سبعين ألفًا، فسكن الدم. (١) إسناده ضعيف لضعف محمد بن شداد المسمعي ومتنه منكر، وهو وإن كان قد رُوِيَ من عدة وجوه عن أبي نعيم -وهو الفضل بن دكين- فيما سيأتي عند المصنف برقم (٤٨٨٢)، إلَّا أنَّ =