للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٢١٠ - أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا رَوْح بن عُبادة، حدثنا محمد بن عبد الملك بن عبد العزيز بن جُرَيج، عن أبيه قال: أخبرني ابن أبي مُلَيْكة، أنَّ حُميدَ ابن عبد الرحمن أخبره: أنَّ مروان بَعَثَ إلى ابن عبَّاس: والله لَئِنْ كان كلُّ امرئٍ منّا إن فَرِحَ بما أُوتي وحُمِدَ بما لم يفعل عُذِّبَ، لنُعذَّبنَّ جميعًا! فقال ابن عبَّاس: إنما نزلت هذه الآيةُ في أهل الكتاب، أتاه اليهود فسألهم النبيُّ عن شيءٍ فَكَتَمُوه، ثم أتَوْه، فسألهم فأخبروه بغير ذلك، فخرجوا ورأَوْا أن قد أخبروه بما سألهم عنه، واستَحمَدوا بذلك وفَرِحوا بما أَتَوْا من كتمانهم إياه ممّا سألهم عنه (١).

هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه!

٣٢١١ - حدثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم السَّكَني مِرْس (٢) البخاريُّ بنَيْسابور، حدثنا أبو علي صالح بن محمد بن حبيب الحافظ، حدثنا محمد بن عمر بن الوليد


(١) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل محمد بن عبد الملك فإنه مجهول لم يرو عنه غير روح بن عبادة، وقد توبع على حديثه هذا.
وأخرجه أحمد ٤/ (٢٧١٢)، والبخاري (٤٥٦٨ م)، ومسلم (٢٧٧٨)، والترمذي (٣٠١٤)، والنسائي (١١٠٢٠) من طريق حجاج بن محمد، عن عبد الملك بن جريج، بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له ذهول منه.
وخالف عبدُ الرزاق في "تفسيره" ١/ ١٤١ - ١٤٢، وهشام بن يوسف الصنعاني عند البخاري (٤٥٦٨)، فروياه عن عبد الملك بن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن علقمة بن وقّاص: أنَّ مروان … إلخ. وهذا الخلاف لا يضر، فإنَّ حميدًا وعلقمة كلاهما ثقة تابعي كبير، وقد ذهب الحافظ ابن حجر في "الفتح" ١٣/ ١٥٦ إلى احتمال كونهما كانا حاضرين عند ابن عبَّاس لما أجاب، وأنَّ ابن أبي مليكة حمله عنهما جميعًا، وحدَّث به ابن جريج عن كلٍّ منهما، فحدَّث به ابنُ جريج تارة عن هذا وتارة عن هذا، والله تعالى أعلم.
(٢) مرس لقب لعمرو بن إسحاق كما في ترجمته من "تاريخ بغداد" للخطيب ١٤/ ١٤١، ومعناه بالفارسية: الطبيب أو الكحّال. وقد سقط هذا اللفظ من (ص) و (ع).

<<  <  ج: ص:  >  >>