للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مُلَيكة قال: سمعت ابن عبَّاس يقول: سَلُوني عن سورة النِّساء، فإني قرأتُ القرآنَ وأنا صغير (١).

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.

٣٢١٨ - أخبرني أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الحميد الصَّنعاني بمكة، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عبَّاد، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعمَر، عن عبد الله ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عبَّاس: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ﴾ [النساء: ١] قال: إِنَّ الرَّحِمَ لَتُقْطَعُ، وإنَّ النِّعمة لَتُكفَرُ، وإنَّ الله إذا قارَبَ بين القلوب لم يُزحزِحْها شيءٌ أبدًا، ثم قرأ ﴿لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ﴾ [الأنفال: ٦٣].

قال: وقال رسول الله : "الرَّحِمُ شُعْبة (٢) من الرحمن، وإنها تجيءُ يوم القيامة تَكلَّمُ بلسانٍ طَليقٍ ذَلِيق، فمن أشارت إليه بوَصْلٍ وَصَلَه الله، ومن أشارت إليه بقَطْعٍ قَطَعَه الله" (٣).


(١) إسناده صحيح. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" ٦/ ٣٣١ عن أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد- وفيه: سلوني عن سورة البقرة وعن سورة النساء.
ورواه أبو بكر الحميدي عند يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" ١/ ٤٩٤، وعبد الجبار ابن العلاء عند أبي عروبة الحراني في "طبقاته" ص ٦٦، والحسن بن الصبّاح عند أبي موسى المديني في "اللطائف من دقائق المعارف" (٣٢)، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة، به- إلَّا أنه وقع عندهم: سلوني عن سورة البقرة وسورة يوسف، وذكروا في أوله ما سيأتي عند المصنف برقم (٨٦٢٥) من طريق ابن جريج عن ابن أبي مليكة.
(٢) في المطبوع و "تلخيص الذهبي": شجنة والشِّجنة -بكسر الشين وضمها- في الأصل: عُروق الشجر المشتبكة، ومنه قولهم: الحديث ذو شجون أي: يدخل بعضه في بعض، والمعنى هنا: أنها أثر من آثار الرحمة مشتبكة بها، فالقاطع لها منقطع من رحمة الله.
(٣) صنيع الحاكم هنا يُوهم أنَّ الشطر الثاني موصول لعطفه على الشطر الأول، والصواب أنه مرسل من رواية طاووس عن النبي كما سيأتي. =

<<  <  ج: ص:  >  >>