للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذا حديث صحيح على شرط مسلم، فإنَّ إسماعيل هذا: هو السُّدِّي، ولم يخرِّجه البخاري.

٣٢٦٦ - حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا


= الذهبي في "تلخيصه" بقوله: لا والله لم يدرك جعفرٌ السديَّ وأظن هذا موضوعًا، وعقَّب ابن حجر في "نتائج الأفكار" ٣/ ٢٣٠ على كلام الذهبي هذا فقال: لعله يريد إدراك السماع منه لا إدراك زمانه، فإنه وُلد سنة تسع ومئة، ويقال: سنة تسع عشرة، ومات السدي سنة تسع وعشرين ومئة، فعلى التقديرين كان يمكنه السماعُ منه، ولا سيما وهما في بلدة واحدة (يعني البصرة) لكن إنما طلب جعفرٌ العلمَ بعد الأربعين ومئة، والذي ظهر لي أنَّ اسم إسماعيل انقلب على بعض رواته، فقد أخرج الحديثَ المذكور عبدُ بن حميد في "تفسيره" -وهو أحد الحفاظ المتقنين- عن جعفر بن عون المذكور فقال: عن موسى بن عبيدة عن محمد بن المنكدر، فذكره مرسلًا ليس فيه جابر، وهذا أَولى.
قلنا: وهذا الطريق المرسل رواه أيضًا البيهقي في "شعب الإيمان" (٢٢٠٩) من طريق أبي عثمان البصري -وهو الإمام القدوة عمرو بن عبد الله بن درهم- عن محمد بن عبد الوهاب، عن جعفر بن عون، عن موسى بن عُبيدة، به. فرجع الحديث في رواية محمد بن عبد الوهاب إلى موسى بن عبيدة أيضًا، وموسى هذا: هو الرَّبَذي، والجمهور على تضعيفه.
وله شاهد من حديث أنس بن مالك موقوفًا عند الطبراني في "الأوسط" (٦٤٤٧)، والبيهقي في "الشعب" (٢٢١٠). وفي إسناده أبو بكر أحمد بن محمد السالمي ولا يُعرف حالُه، وعمر بن طلحة الليثي وهو ليس بذاك القوي.
وآخر من حديث أسماء بنت يزيد موقوفًا، أخرجه الخِلَعي في "فوائده" ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" ٣/ ٢٢٨ - ٢٢٩، وهو من رواية ليث بن أبي سليم عن شهر بن حوشب عن أسماء، وليث وشهر ضعيفان، وهو عند إسحاق بن راهويه في "مسنده" (٢٢٩٨)، لكن جعله من رواية الليث عن شهر مرسلًا، فهذه علَّة أخرى للحديث.
وثالث عن ابن عبَّاس موقوفًا أيضًا عند ابن الضريس في "فضائل القرآن" (١٩٦) و (٢٠١) بإسنادين ضعيفين، الثاني منهما فيه شهر بن حوشب، وهو صاحب مناكير.
قلنا: ومع كل ذلك فقد ذهب الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" إلى تحسين هذه الأخبار ببعضها، ونظن ذلك تساهلًا منه ، والله تعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>