(٢) رجاله ثقات عن آخرهم إلّا أنَّ الإمام ابن خزيمة في كتاب "التوحيد" ١/ ٨٧ قد أعلَّ حديث ابن عمر هذا -والذي تتمته: "فإنَّ آدم خُلق على صورة الرحمن"- بثلاث علل: إحداها: مخالفة سفيان الثوريِّ للأعمش في إسناده فأرسله ولم يقل: عن ابن عمر، وهو مخرَّج عنده - وصوَّب الإرسال أيضًا الدارقطني في "العلل" ١٣/ ١٨٨ - والثانية والثالثة بعنعنة كلٍّ من الأعمش وحبيب بن أبي ثابت، فلم يذكر الأعمش أنه سمعه من حبيب، ولا حبيب عُلم أنه سمعه من عطاء. وانظر تمام كلامه فيه على معناه، فإنه نفيس. وأخرجه الآجري في "الشريعة" (٧٢٥)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ١٤/ ١٠١ من طريقين عن إسحاق بن إبراهيم -وهو ابن راهويه- بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (٥١٧) و (٥١٨)، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (٨٧٢ - بغية الباحث)، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (٤٩٨)، وابن خزيمة في "التوحيد" ١/ ٨٥، والطبراني (١٣٥٨٠)، وابن بطة في "الإبانة الكبرى" ٧/ ٢٤٤ و ٢٦٠، والدارقطني في "الصفات" (٤٥) و (٤٨)، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (٧١٦)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (٦٤٠) من طرق عن جرير بن عبد الحميد، به. إلّا أنه وقع في روايتين من هذه الطرق عن جرير عند ابن أبي عاصم والدارقطني: "على صورته" بالإضافة إلى ضمير الغائب. وقد روي من عدة وجوه عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: "إذا قاتل أحدكم أخاه، فليجتنب الوجه، فإنَّ الله خلق آدم على صورته" بالإضافة إلى ضمير الغائب، أخرجه أحمد ١٢/ (٧٣٢٣) ومسلم (٢٦١٢) وغيرهما، انظر طرقه في تخريج "مسند أحمد" وقد اختلف في الضمير في صورته على من يعود، انظر "فتح الباري" ٨/ ١٦٧ - ١٦٨ ح (٢٥٥٩) و ١٠/ ١٣ ح (٣٣٢٦).