للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثمَّ اعلَموا عبادَ الله أن الله قد ارتَهَنَ بحقِّه أنفسَكم، وأَخَذَ على ذلك مواثيقَكم، واشترى منكم القليلَ الفانيَ بالكثير الباقي، وهذا كتابُ الله فيكم لا يَطفَأُ نورُه ولا تنقضي عجائبُه، فاستَضيؤوا بنُورِه، وانتصِحُوا كتابَه، واستَضيؤوا منه ليوم الظُّلمة، فإنه إنما خَلَقكم لعبادته، ووَكَّلَ بكم كِرامًا كاتبينَ يعلمون ما تفعلون.

ثم اعلَموا عبادَ الله أنكم تَغدُون وتَرُوحون في أجَلٍ قد غُيِّب عنكم عِلمُه، فإن استطعتم أن تنقضيَ الآجالُ وأنتم في عمل الله فافعلوا، ولن تستطيعوا ذلك إلَّا بالله، فسابِقُوا في مَهَلٍ آجالَكم قبل أن تنقضيَ آجالُكم فيَردَّكم إلى سُوءِ أعمالِكم، فإنَّ قومًا جعلوا آجالَهم لغيرهم ونَسُوا أنفسَهم، فأنهاكم أن تكونوا أمثالَهم، فالوَحَا الوَحَا، ثم النَّجَا النَّجَا، فإنَّ وراءَكم طالب حَثيث (١)، مَرُّه سريع (٢).


(١) كذا في النسخ الخطية بلا ألف، والجادّة: طالبًا حثيثًا، بالنصب كما وقع في "شعب الإيمان" للبيهقي (١٠١١) من طريق المصنف، وانظر التعليق على هذه الصورة عند الحديث السالف برقم (١٤٢٩)، وإذا كانا مرفوعين فقد يوجَّه على أنه خبر "إن"، ويكون اسمها حينئذٍ ضمير شأن محذوفًا.
(٢) إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق - وهو أبو شيبة الواسطي - وجهالة عبد الله بن عبيد القرشي، وأعله الذهبي في "تلخيصه" بتضعيف عبد الرحمن بن إسحاق.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (١٠١١٠)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٣٠/ ٣٣٠ عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وهو في "مصنف" ابن أبي شيبة ١٣/ ٢٥٨، ومن طريقه أخرجه أيضًا أبو نُعيم في "الحلية" ١/ ٣٥.
وأخرجه هناد في "الزهد" (٤٩٥) عن محمد بن فضيل، به.
وأخرجه البيهقي (١٠١٠٩) من طريق ابن أبي الدنيا، عن أحمد بن عمران، عن محمد بن فضيل، به.
وأخرجه أبو عُبيد القاسم بن سلام في "الخطب والمواعظ" (١٢١) من طريق أبي الهذيل عن عمرو بن دينار قال: خطب أبو بكر الصديق … فذكره وزاد فيه. وهذا منقطع، عمرو لم يدرك أبا بكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>