للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفقيه بمصر، حدثنا سعيد بن يحيى الأُمَوي، حدثني أَبي، حدثني سفيان بن سعيد الثَّوْري، عن أبي هاشم الواسطي، أظنُّه عن أبي مِجلَز، عن قيس بن عُبَاد، عن علي بن أبي طالب أنه قال: ﴿هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ﴾ [الحج: ١٩]، قال: نَزَلَت فينا وفي الذين بارَزُوا يومَ بدرٍ، عُتْبةَ وشَيْبةَ والوليدِ (١).

هذا حديث صحيح الإسناد عن علي، وقد اتَّفق الشيخانِ على إخراجه من حديث الثَّوري:

٣٤٩٦ - كما حدَّثَناه أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق، أخبرنا وَكيع، حدثنا سفيان، عن أبي هاشم الرُّمّاني يحيى بن دينار الواسطي، عن أبي مِجلَز لاحق بن حُمَيد السَّدُوسي، عن قيس بن عُبَاد قال: سمعتُ أبا ذرٍّ يُقسِم لنَزَلَت هذه الآية في هؤلاء الرَّهْط الستة يومَ بدر: عليٌّ وحمزةُ وعُبيدة، وشَيْبةُ وعُتْبةُ ابنا رَبِيعة والوليدُ بن عُتْبة؛ ﴿هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ﴾ إلى قوله: ﴿نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [الحج: ١٩ - ٢٥] (٢).


(١) حديث صحيح، رجاله ثقات، لكن الصواب أنَّ الذي ذكر سبب نزول هذه الآية في النفر الستة كما في الحديث التالي هو أبو ذر لا علي، هكذا رواه قبيصة ووكيع وعبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري عند البخاري (٣٩٦٦) و (٣٩٦٨) ومسلم (٣٠٣٣)، وأما يحيى بن سعيد الأموي فقد شكَّ في روايته عن سفيان، والمحفوظ رواية غيره.
وتابع سفيان على ذكر أبي ذر فيه: هشيمٌ عند البخاري (٣٩٦٩) و (٤٧٤٣)، ومسلم (٣٠٣٣)، والنسائي (٨٥٩٥)، وشعبةُ عند النسائي (٨٥٩٤)، كلاهما عن أبي هاشم.
وأما قيس بن عُباد عن علي، فقد روي عنه من حديث معتمر بن سليمان التيمي عن أبيه سليمان عن أبي مجلز عن علي أنه قال: أنا أول من يَجثُو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة. أخرجه البخاري (٣٩٦٥) و (٤٧٤٤)، ثم قال قيس فيه: وفيهم أُنزلت ﴿هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ﴾، قال: هم الذين بارزوا يوم بدر … وذكرهم. ولم يأثر ذلك عن علي أو أبي ذر، وسبق أنه إنما أخذ ذلك عن أبي ذر، وقد تابع معمرًا على روايته هكذا يزيدُ بن هارون وحماد بن مسعدة عند عبد بن حميد كما ذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" ١٣/ ٦٠٢، وانظر "علل الدارقطني" (٤/ ٤٥٢) و (٦/ ١١١٨).
(٢) إسناده صحيح. إسحاق: هو ابن راهويه. وانظر تخريجه فيما سبق.

<<  <  ج: ص:  >  >>