وكذلك سمّاه عن ابن جريج عبدُ الرزاق في "مصنفه" (١١٤٥٥) وعند الطبراني في "الكبير" (٢٠/ ٣٤٩)، وتابع ابنَ جريج على ذلك عبدُ الرحمن بن الحارث بن عياش عن عمرو بن شعيب عند عبد بن حميد في "مسنده" (١٢١)، وهو المحفوظ، وما وقع عند المصنف وعنه البيهقي في "السنن" ٧/ ٣٢٠ من الأوهام. ثم إنَّ هذا الإسناد منقطع بين طاووس ومعاذ بن جبل، فإنه لم يسمع منه. والمحفوظ في هذا الحديث عن عمرو بن شعيب ما رواه جماعة من الثقات عنه عن أبيه عن جدِّه عبد الله بن عمرو بن العاص، كما سلف عند المصنف برقم (٢٨٥٦). وأما طاووس فقد اختُلف عليه فيه أيضًا، فقد أخرجه عبد الرزاق (١١٤٥٧)، وابن أبي شيبة ٥/ ١٦ و ١٤/ ٢٢٤ من طريق سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عمَّن سمع طاووسًا يحدِّث عن النبي ﷺ، فذكره. وهذا على إرساله فيه راوٍ مبهم، فالإسناد ضعيف. ورواه بنحوه إسماعيل بن مسلم المكي - وهو أحد الضعفاء - عند البيهقي ٨/ ٦٥ عن محمد بن المنكدر، عن طاووس، عن النبي ﷺ. ووصله عن محمد بن المنكدر عبدُ الله بنُ لهيعة عند الطبراني في "الكبير" (١١٠٠٤)، وعبدُ الله بنُ زياد بن سمعان عند ابن عدي في "الكامل" ٤/ ١٢٦ ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" ١١/ ١٢٣، فروياه عنه عن طاووس عن ابن عبَّاس مرفوعًا - زاد ابنُ سمعان فجعله من رواية ابن عباس عن علي مرفوعًا. وابن لهيعة سيئ الحفظ، وابن سمعان متهم بالكذب. ورواه أيضًا عن طاووس عن ابن عبَّاس مرفوعًا: الحسن بن عمارة عن حميد الأعرج عنه عند ابن عدي ٢/ ٢٩٠، وسليمان بن أبي سليمان الزهري عن يحيى بن أبي كثير عنه عند الدارقطني (٣٩٣٨). والإسنادان ضعيفان، الأول فيه الحسن بن عمارة متروك الحديث عند جمهور المحدثين، والثاني فيه سليمان بن أبي سليمان الزهري وهو ضعيف الحديث في بعض ما يرويه مناكير. =