ثم إنَّ عبد الله بن يزيد المقرئ قد خولف في تسمية الراوي عن ابن عبَّاس، فقد رواه عبد الله بن وهب - وهو من أثبت الناس في ابن لهيعة - في "جامعه" (٢١) ومن طريقه ابنُ عدي في "الكامل" ٤/ ١٥٢، وأبو عمرو عثمان بن سعيد بن كثير عند ابن أبي خيثمة في السفر الثاني من "تاريخه" (٣١٦٤)، وأسدُ بن موسى عند الطحاوي في "مشكل الآثار" (٣٣٧٨)، وعمرو بنُ خالد الحرّاني عند الطبراني في "الكبير" (١٢٩٩٢)، أربعتهم عن ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، عن علقمة بن وعلة السبئي، عن ابن عبَّاسِ. وعلقمة هذا لم نقف له على ترجمة ولم نتبيّن حاله، فلعلَّ ابن لهيعة قد أخطأ في تسميته، وأنَّ الصواب فيه عبد الرحمن بن وعلة كما في رواية عبد الله بن يزيد المقرئ، فإن عبد الرحمن هذا هو المعروف بالرواية عن ابن عبَّاس في الكتب الستة وغيرها، وهو من الثقات. ويشهد له حديث فروة بن مُسيك التالي عند المصنف. وآخر من حديث يزيد بن حصين عن النبي ﷺ عند الطبراني في "الكبير" (٢٢/ ٦٣٩)، وأبي نعيم في "معرفة الصحابة" (٦٦٣٣)، ولا يُعرف في الصحابة من اسمه يزيد بن حصين، فالظاهر أنه مرسل. قوله: "وحِميرٌ خيرها كلها" هكذا وقع في أصولنا الخطية من "المستدرك"، وفي بعض نسخ "مسند أحمد" و"فضائل الصحابة": غير ما كلها، وفي نسخ أخرى من "المسند": عرباء كلها! ولم يرد هذا الحرف في الروايات الأخرى.