ويغني عن هذه الأحاديث حديثُ أبي موسى الأشعري: أنَّ النَّبِيّ ﷺ رفع رأسه إلى السماء، وكان كثيرًا ممّا يرفع رأسَه إلى السماء، فقال: "النجوم أمَنةٌ للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماءَ ما توعد، وأنا أمَنةٌ لأصحابي، فإذا ذهبتُ أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمَنةٌ لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون"، أخرجه أحمد ٣٢/ (١٩٥٦٦)، ومسلم (٢٥٣١)، وابن حبان (٧٢٤٩) وغيرهم. وهو أصح حديث في الباب، وذكر فيه قصة انتظارهم صلاة العشاء بنحو ما سيأتي في رواية محمد بن المنكدر عن أبيه. وأخرجه بنحو حديث أبي موسى: الطبراني في "الكبير" (١١٠٢٣)، وفي "مسند الشاميين" (١٨٩٥) من طريق عيسى بن يزيد الشامي، عن طاووس، عن ابن عبَّاس مرفوعًا. وإسناده ضعيف، فيه ضعفاء ومجاهيل. (١) خبر صحيح، وهذا إسناد وهمَ فيه قبيصة بن عقبة على سفيان الثوري فسمَّى الراوي عن ابن عبَّاس عكرمةَ، والمحفوظ أنه أبو الحسن هلال بن يِساف هكذا رواه جمهور أصحاب سفيان عنه، وقبيصة - على ثقته - له أغاليط في أحاديثه عن سفيان، ورواية سفيان الثوري عن عطاء بن السائب قبل اختلاطه، فهي صحيحة. وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور" (٥٨٨) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو حذيفة النهدي في "تفسير سفيان" (٨٨٦)، وعبد الرزاق في "التفسير" ٢/ ٢٠٢، كلاهما عن سفيان الثوري، عن عطاء بن السائب، عن أبي الحسن - وهو هلال بن يساف - عن ابن عبَّاس. وأخرجه كذلك أسد بن موسى في "الزهد" (٤)، وابن أبي الدنيا في "صفة النار" (٨٥)، والدولابي في "الكنى والأسماء" (٨٢٢)، والطبري في "تفسيره" ٢٥/ ٩٩ من طرق أخرى عن سفيان الثوري، به - وذكر الدولابي عن شيخه أبي حفص عمرو بن علي الفلّاس أنَّ أبا الحسن هذا =