وقد صحَّ عن عائشة ذكرُ سكرات الموت من غير هذا الوجه فقد أخرجه البخاري (٤٤٤٩) من حديث ذكوان مولى عائشة عن عائشة، وفيه: وبين يديه رَكْوة فيها ماء، فجعل يُدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه يقول: "لا إله إلا الله، إنَّ للموت سكرات". (١) إسناده ضعيف لضعف عاصم بن عمر - وهو ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب - وقد اضطرب في إسناده هو أو الراوي عنه عبد الله بن نافع - وهو الصائغ المدني - فقد اختُلف فيه وفي حفظه لِين، وبه أعلُّه الذهبي في "تلخيصه"، وانظر بيان الاضطراب والخلاف في إسناده في تعليقنا على الحديث في "صحيح ابن حبان" (٦٨٩٩). وأخرجه الطبراني في "الكبير" (١٣١٩٠)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (٢٦)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (١٥٢٧) من طرق عن سريج بن النعمان، عن عبد الله بن نافع عن عاصم بن عمر، عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن عمر وهذا أحد أوجه الخلاف فيه. وأخرجه كذلك عبد الله بن أحمد في "فضائل الصحابة" (٥٠٧)، وابن شاهين في "مذاهب أهل السنة" (١٥٣) من طريق هارون بن موسى الفَرْوي، عن عبد الله بن نافع، به - بذكر أبي بكر بن عمر. وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، وقال الذهبي في ترجمة عبد الله بن عمر العمري من "ميزان الاعتدال": حديث منكر جدًّا. =